الشيخي يتحدث لهوية بريس عن علاقة الحركة بجماعة الإخوان وما استفادته من وصول العدالة والتنمية للحكومة وكيف أغلقت التجديد
هوية بريس – حاوره: نبيل غزال
إننا إذ نجد التيار العلماني لا يقبل بالتنازل أو التفريط في أصوله ومبادئه، نجد حركة التوحيد والإصلاح، والتي كانت بالأمس تصول وتجول، باتت تشعر بحرج شديد في التعبير عن قناعاتها، فهل يمكن أن نرجع السبب إلى ضريبة المشاركة السياسية أم هي منهجية جديدة تم اعتمادها؟
أشكرك على هذا السؤال لأنه لا يطرح فقط من الخارج بل يطرح حتى من الداخل، والذي يتتبع اشتغال حركة التوحيد والإصلاح فهي في كل مرحلة من المراحل تقوم بقراءة للواقع وتستشرف بعض التحولات التي قد تقع في المستقبل.
..وقراءتنا أنه حصل هناك تطور في المغرب على مستوى الإصلاح بعد الربيع الديموقراطي الذي شهدته عدد من الدول، وأصبحت عدد من القضايا بالنسبة إلينا، والتي كانت محسومة، على الأقل على مستوى التوجهات العامة وعلى مستوى الدستور الجديد، وأصبح توجهنا خلال هذه المرحلة والذي صغناه في معادلة نسميها (التعاون على ترشيد التدين والتشارك في ترسيخ قيم الإصلاح) أن يكون هناك تعاون.
نفس التعاون هو الغالب مع أصحاب المرجعية المشتركة الذين نشترك معهم فيها في قضية ترشيد التدين الذي أصبح قضية عامة ولم يعد فقط خاصا بالحركات الإسلامية أو بالعلماء أو بالمتدين، فأصبحت الصحوة كبيرة جدا ونسب التدين مؤشراتها مرتفعة في المغرب وتحتاج هذه الصحوة وهذا الفضاء إلى ترشيد، وتعاون مع كل الفاعلين، سواء كانوا رسميين أو شعبيين أو غيرهم، بحكم أن قضية الإصلاح وقيم الإصلاح سواء في المجال السياسي أو الإجتماعي أو التربية أو غيرها هي من القضايا المشتركة بين المغاربة على اختلاف مرجعياتهم واختلاف انتمائاتهم وتحتاج إلى تشارك وإلى تعاون.
وطبعا في ظل هذه المقاربة لا أقول يخفت الصوت ولكن يتغير التعاطي مع عدد من القضايا بمقاربة إيجابية، أكثر منها أخرى تروم فقط إلى الاحتجاج أو النقد، يضاف إلى هذا أن عددا من القضايا في وجهة نظرنا تعاطينا معها تاريخيا وكنا نتعاطى معها بطريقة معينة ارتأينا فيما بعد أن ثبت لذا عدد كبير منا أنها غير مجدية وغير مفيدة، وأن كثيرا من هذه القضايا ليست قضايا مجتمعية حقيقية بل هي قضايا مفتعلة يرفعها بعض الناس أو بعض الأفراد وليس فصائل كما تتحدث عنها ويراد منها الاستدراج أو الاستفزاز. مثل هذه القضايا ننأى بأنفسنا عنها ونريد أن تحضى بنقاش هادئ وغير محكوم بالظرفية السياسية أو الفضاء السياسي.
بالنسبة للمعطيات العامة قد تكون قد أثرت أكيد، والتحول الذي عرفته حركة التوحيد والإصلاح ووصول العدالة والتنمية إلى تدبير الشأن العام هو من المعطيات ولكن ليس هو المؤثر، المؤثر في هذا هو نظرة الحركة وتوجهها العام إلى اعتماد هذه المقارنة.
في حواره مع قناة الجزيرة قال الدكتور أحمد الريسوني أن الحزب المصباح يختطف شباب الحركة، وفي السياق ذاته قال الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله -وهو قيادي سابق في الحركة- أن الحزب “اختطف” الحركة لأنها انغمرت في الصراعالسياسي بمناوراته على حساب الوظيفة التربوية والدعوية. فما تعليقك على هذا الكلام؟
أشكرك على هذا السؤال أيضا لأن هذه قضية من القضايا التي اشتغلت بها حركة التوحيد والإصلاح وانشغل بها أعضاؤها منذ التوحيد، وهي قضية علاقة بين الحركة والحزب، حلقة بين الدعوي والسياسي، وكان هناك رأيان والكل يتخوف، والأستاذ فريد الأنصاري رحمه الله كان من الأوائل الذين تخوفوا كثيرا من هذا الأمر، وأظن بأنه كان مبالغا فيه كثيرا، فالحركة انتبهت لهذا الأمر.
صحيح أن مجال العمل السياسي والحزب وظائفه وأدواره تحتاج إلى موارد بشرية كبيرة جدا، وأخذت من حركة التوحيد والإصلاح من قيادتها الأولى، وأيضا من عدد من شبابها وشاباتها، لكنها لم تفرغ الحركة من أطرها ومن كفائاتها ومن عدد من أعضائها.
صحيح أن عددا من الشباب قد يستهويهم هذا العمل في مرحلة من المراحل ويأخذهم الحزب لكن حركة التوحيد والإصلاح لها في حدود قدرتها واستطاعتها سياسة لتدبير هذه الموارد البشرية انطلاقا من قناعاتها، فهي تعتبر نفسها أنها ليست تنظيما جامعا بديلا عن المجتمع، بل تعتبر نفسها تنظيما رساليا يؤدي رسالة في المجتمع، وأعضاؤه منهم من هو مؤهل لأداء الأدوار والوظائف الأساسية للحركة، التي هي الدعوة والتربية والتكوين والاصلاحات في المجالات الفكرية والعلمية أو الإعلامية أو غيرها، وهناك عدد منهم ممن لهم ميول ومواهب الأجدر بهم أن يكونوا في فضاءات أخرى، وليس هناك ما يمنع الفرد أن يكون عضوا في حركة التوحيد والإصلاح ويمارس عملا مناسبا لميولاته وقدراته وكفائته سواء كان في الحزب السياسي أو في النقابة أو في غيرها.
من خلال عدد من المحطات رصد متتبعون أن السياسي من حزب العدالة والتنمية يتدخل في الدعوي، لكن على العكس من ذلك فإن الدعوي بعيد عن التأثير في السياسي (موضوع العريفي نموذجا). بما تجيبنا ذ عبد الرحيم؟
أولا هذا ليس تدخلا حزبيا في الحركة، التدخل السياسي عموما لمنع أنشطة أو شيء لا زال يتدخل إلى الآن في الظروف السياسية، أنا أتحدث فقط عن السياسي عموما، ولم يكن الحزب هو الذي قرر عدم دعوة العريفي، هذه جاءت بمبادرة من فرع من الحركة الذي هو فرع الرباط بدون استشارة مركزية.
وطبعا كان الإعلان عن مجيء العريفي، وكان هناك عدد من الناس الرافضين للعريفي، أعرف بأنه قامت حملة سواء في الفيسبوك أو غيرها من عدد من الأفراد إعلاميا، ونحن وضحنا آنذاك أنه كان هناك مؤتمر سيعقد في الدار البيضاء والسلطات ترخص له ربما من طرف الهيئة العالمية للقرآن الكريم وشارك فيه عدد من العلماء ودعاة ومهتمين بقضايا القرآن الكريم داخل المغرب وخارجه، وكان من بين المدعويين الدكتور محمد العريفي الذي عندما علم الإخوة في فرع الرباط أنه سيحضر أرادوا استضافته وهو شيء عادي.
لقد تم استغلال هذا الأمر للقيام بحملة ولم يتدخل الحزب ورئيس الحكومة آنذاك كان مهتما بالموضوع، لكن القرار لم يكن قراره، كان هناك تدخل لجهات أخرى ارتأت أنه يجب ألا يأتي، فهو اعتذر ببعد ذلك، ولسنا نحن الذي نمنع من يدخل إلى المغرب أو يخرج، جاء اعتذار من طرفه بعد اتصالات على مستويات لا نعرفها نحن بالدقة.
ماذا استفادت الحركة من وصول حزب العدالة والتنمية إلى قيادة الحكومة؟
في جوابي على هذا السؤال أفضل دائما أن أقول ماذا استفاد المغرب؟ نحن جزء من المغرب، ولذلك أريد أن ننظر إلى الصورة العامة، أنه بعد الحراك وبعد التصويت على حزب العدالة والتنمية شهد المغرب فترة ومرحلة من الاستقرار استفاد منها المغرب ككل وكافة الحركات سواء كانت حركة التوحيد والإصلاح أو غيرها من الحركات، ولذلك أمنيتنا أن يستمر ذلك.
وحركة التوحيد والإصلاح في ظل هذا الاستقرار استفادت أيضا بتوسيع أنشطتها بحصولها على وصلها القانوني لأول مرة سنة 2012، طبعا الحركة كانت تشتغل في إطار القانون لم تكن تمكن من الوصلات القانونية عندما تدفع وثائقها الرسمية طبقا لما يشترطه القانون.
فإذن ما استفادت منه هو نوع من توسيع أنشطتها في إطار الاستقرار الذي عرفه المغرب، وطبعا هذه الأنشطة هي بدرجة أساسية تركز فيها حركة التوحيد والإصلاح على وظائفها الأساسية بحكم أنها حركة دعوية تربوية بدرجة أساسية لوظائف الدعوة والتربية والتكوين، ..وعدد من الحركات الإسلامية في هذه الأجواء استفادت أيضا من هذا الأمر.
إغلاق جريدة التجديد أثار كثيرا من الاستغراب، بل دفع البعض لطرح تساؤلات، منها: كيف يمكن لحركة مثل التوحيد والاصلاح خرج منها حزب يقود الحكومة أن يضيع منها لسانها المعبر عنها في الإعلام الورقي؟
من الناحية التاريخية، التجديد شهدت تطورا منذ بدايتها إلى اليوم، في المراحل التي كان الإعلام المكتوب والإعلام الورقي له حضور وله اعتبار كانت جريدة التجديد حاضرة، وحضورها هذا كان من الناحية الإعلامية بأطر الحركة، ومن الناحية المالية كان بدعم من حركة التوحيد والاصلاح.
وتطور الإعلام اليوم أصبح يقتضي أن تكون هناك موارد إضافية، والتجديد حاولت منذ سنوات أن تتجاوز هذه الأزمة (أزمة الإعلام الورقي) الذي أصبحت مبيعاته تتراجع إلى مستوى أصبح غير مقدور عليه، مما دعانا منذ سنتين في إطار اجتماع مطول ودراسة موضوعية استحضرنا فيها السياق الدولي والوطني للإعلام الورقي أن ننتقل بالجريدة إلى الأسبوعية من أجل تدارك الوضعية التي كانت آيلة إلى التخفيف من الأعباء المادية سواء الخاصة بالتسيير أو غيرها.
لكن خلال هذه السنة بعد الانتقال إلى أسبوعية لم نتمكن من الصمود، وانضاف إلى ذلك تراجع عدد من المؤسسات الكبرى التي كانت تشهر منتوجاتها لدى جريدة التجديد أوقفته بدون سبب مفهوم بعد شهر أكتوبر 2016 مما عمق من هذه الأزمة وأصبح من الصعب جدا تداركها، فكان أن اجتمعت قيادات الحركة ومن بين الخيارات التي كانت هو الإقدام على توقيفها، فأقدمت عليه بكل جرأة وليس في هذا أمر من الاستغراب فإنه مشروع لم يكن من الممكن أن نستمر فيه، وأن نخسر في كل شهر مبالغ مالية دون التمكن من رؤية واضحة للمستقبل كيف يمكن أن نتداركه.
ومن ناحية المبيعات أصبح سوق الإعلام الورقي يتراجع بحكم أن هناك تطورا للإعلام الإلكتروني الذي بات أصبح يغطي مساحة أكبر.
كيف ترى الحركة تواجدها ودورها أيضا بعد تنزيل مخطط وزارة الأوقاف بهيكلة الحقل الديني وفق مشروع واضح المعالم محدد الأهداف؟
أولا هذا المشروع تحدثنا عنه عند صدوره، وثمنا ما فيه من أشياء إيجابية وقدمنا بعض الملاحظات لتطويره، من ناحية هيكلة الشأن الديني نحن نعتقد أنه شيء إيجابي في المغرب أن يكون هناك جهاز قائم لتنظيم هذا التأطير، التأطير الديني في المساجد والفضاءات المختلفة حتى لا يكون هناك تضارب ولا تكون هناك سياسات مختلفة أو متدخلين مختلفين في الموضوع مما يربك المواطنين والمسلمين عموما في هذا البلد.
وبالتالي تحقيق الوحدة المذهبية وتحقيق الأمن الروحي هذا أمر من الأمور المطلوبة والتي نحن نثمنها وعلاقتنا بها هي أننا نتعاون معها على الخير، ما وجدنا إلى ذلك سبيلا، إذا فتحت لنا الأبواب ندخلها ولا نعتبر أن هناك تنافسا، هذا مجال من مجالات التعاون ونحن نثمنه ونقدر أنه إذا كان بإمكاننا أن نقدم فيه شيئا إيجابيا فنحن مستعدون، لا نعتبره مجال للتنافس ولا نعتبره كما يشيع في بعض الأحيان أنه مجال لسحب البساط عن الحركات الإسلامية بل هذا هو المغرب الذي يجب أن تكون فيه مؤسسات ترعى الشأن الديني بحكم أنه –تاريخيا- منذ قرون وهو دولة إسلامية وكان هذا الأمر فيها حاضرا قد يختلف تنظيمه من مرحلة إلى مرحلة وقد يكون لدينا ملاحظات لكن يجب أن يكون هذا الأمر حاضرا.
وملاحظاتنا وتقييماتنا عندما أصدرنا بلاغا جاء انطلاقا من أن في كافة الشؤون هناك دور للجهات الرسمية وهناط دور للجهات الشعبية والمؤسسات المدنية، ونحن كفاعل مدني إصلاحي كغيرنا من الموجودين في هذا الحقل نقدر بأنه لنا دور وأنه من الأفيد أن يكون هناك تكامل في الأدوار عوض أن يكون هناك تنازع في هذا المجال.
– تهاجم الحركة بشراسة من طرف التيار العلماني، وقد وصفها أحد المنتمين لهذا التيار بأنها حركة متطرفة تابعة للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، فهل الحركة تابعة للإخوان المسلمين أم للسلفيين أم لشيء آخر لا نعرفه؟
أولا من خلال هذا السؤال الذي قلت أستحضر ما قاله الأستاذ عبد الله باها رحمه الله، لتعرف نفسك أنك في الوسط تكون متهما بالنقيضين، متهم بأنك متطرف وبأنك تراجعت عن مواقفك، وأظن بأن هذا الوسط صعب جدا أن تكون دائما فيه.
الجميع يعرف أننا لسنا حركة متطرفة، نحن حركة وسطية معتدلة ليس فقط من خلال التعريف الذي نقدمه لأنفسنا ولكن من خلال ما أسهمت به حركة التوحيد والإصلاح من مشاريع وأعمال إصلاحية وسطية معتدلة.
حركة التوحيد والإصلاح تقوم بتربية الآلاف من الشباب تؤطر في المجال الدعوي والتكويني ويحضر أعضاؤها في مجالات متعددة سواء في العمل الخيري أو غيرها، وهي حركة وسطية معتدلة، علاقتها سواء بالإخوان المسلمين أو بغيرها من الفاعلين في داخل المغرب أو خارجه هي علاقة تعاون على الخير مع الغير وليست علاقة تنظيمية.
نحن حركة تنظيمية أصيلة نشأت في المغرب وتأثر أفرادها في بدايتهم بالكتابات وبالحركات التي كانت موجودة ومن بينها حركة الإخوان المسلمين وإنتاج أفرادها وبعض علمائها وحركييها التي كانت المكتبات المغربية تزخر بها، وكذلك الجماعة الإسلامية في باكستان التي كان حضور عدد من كتابات رموزها حاضرا، والكتابات الخليجية وخصوصا السعودية، فاستفادت حركة التوحيد والاصلاح من كل هذه التجارب، وطبعا كانت تستفيد أيضا من التراث المغربي الذي تزخر به سواء المكتبة أو العلماء الذين كانوا موجودين آنذاك.
هذا التأثر لا يعني أي علاقة تنظيمية مع الإخوان المسلمين، في كثير من الأحيان الإعلام -لا أقول المغرض- ولكن فيه كثير من الأحيان بعض الإعلام الذي وراءه جهات لا تريد للحقيقة أن تسطع وتريد أن تشوش على جمهور المغاربة وعلى الناس عموما، تريد أن تربطنا بنموذج معين الذي هو نموذج الإخوان المسلمين، والذي لا نعتبره سيئا فهو له إيجابياته وقد تكون لدينا بعض الاختلافات معه.
طبعا هل نحن حركة سلفية؟ نحن لا نعتبر من التيار السلفي الحالي كتيار نشأ حديثا، لكن إذا أردت أن ترجعنا إلى الحركة الوطنية والحركة السلفية فنحن نمتح من هذا الرصيد وقد نعتبر أنفسنا في كثير من الأحيان امتدادا لهذاه الحركات التي كانت حركات وطنية سلفية، وكانت في المغرب ودول أخرى لها رموزها، فنحن امتداد لهذه الحركات التي تسعى إلى إحياء الإسلام وإحياء معالمه وإحياء أحكامه وقيمه في هذا البلد ونلتقي مع الآخرين في هذا المجال.
– سوق عدد من قيادات الحركة لمعادلة التمايز بين الدعوي والسياسي، فما المقصود تحديدا بهذه المعادلة، هل هي علمانية جزئية مثلا؟
أولا لأدقق لم يسوق فقط عدد من القياديين، لأن قضية التمايز بين الدعوي والسياسي ليست رأي فقط بعض القياديين أو يسوق له بعضهم، هذا رؤيا أو توجه اختاره مجلس الشورى حركة التوحيد والإصلاح، بعد مراحل من العمل في قضية العلاقة بين الحركة والحزب، العلاقة بين الدعوي والسياسي من الفصل إلى الوصل، وهذا كان نقاشا في المرحلة الانتقالية وسنة 2004 كانت هناك ورقة تقيم هذه التجارب وخبرة الحركة في هذا الإطار واهتدت إلى هذه الصورة أو هذه الصيغة التي تعبر عنها بالتمايز بين الدعوي والسياسي أو بين الحزبي والحركي، والتمايز في مجالات محددة على مستوى الرموز وعلى مستوى الوظائف وعلى مستوى الخطاب وطبعا مع إبقاء علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الحركة والحزب.
هذا التمايز ليس علمانية وليس علمانية جزئية بل هو تمايز وظيفي فأكيد أن حركة دعوية تربوية تكوينية وظائفها الأساسية تملي عليها أن يكون مجال عملها وطريقة اشتغالها متميزة عن الوظائف التي يعتمدها الحزب السياسي لتدبير الشأن اليومي وشأن السياسات العمومية، هذا شيء، فعلى مستوى الرموز كان هناك نوع من التمايز ما أمكن بعد أن كان عدد من الأعضاء مشتركين بين قيادة الحركة وقيادة الحزب، الآن نقتصر على اثنين.
الخطاب الدعوي والتربوي والذي يتحدث على المجالات الفكرية والعلمية هو غير الخطاب الذي يعتمده الحزب السياسي في الدفاع عن أفكاره وفي الحديث عنها، إذن هذا هو نوع من التمايز الوظيفي، إيمان أعضاء حركة التوحيد والإصلاح في أن الإسلام له رأيه في مجالات متعددة ومن بينها المجال السياسي هذا صحيح، لكن حتى في المجال الإسلامي إذا جئنا لهذه القضايا فمجالات أركان الإسلام ومجالات العبادات عموما هي مدققة مفصلة، وفي مجال العمل السياسي تحضر فيه الضوابط العامة أكثر منها التدقيقات والتفصيلات ويبقى المجال للاجتهاد.
فإذن الفضائين متمايزين في الأصل وحتى في النظرة الإسلامية متمايزين، وهذه النظرة كما قلت هي لحركة التوحيد والإصلاح وأقدر بأنها صالحة حتى على مستوى تدبير الشأن العام وليس فقط على مستوى التنظيمات.
ما هي الإضافة التي قدمها عبد الرحيم الشيخي لحركة التوحيد والإصلاح؟
أنا أترك هذا الحكم للمتتبعين وأيضا لأعضاء حركة التوحيد والإصلاح، لكن الذي أسعى إليه أن أبقى وفيا له، هو الشعار أو التوجه العام الذي هو التعاون على ترشيد التدين والتشارك في ترسيخ قيم الاصلاح بمزيد من الانفتاح سواء على الفاعلين الدعويين الرسميين أو غيرهم وكذلك على كافة التيارات الموجودة في المغرب والتي نشترك معها في نفس خط الإصلاح سواء على المستوى الاجتماعي الثقافي الفكري أو السياسي وغيره.
مهما هربت وتلونت ففكرك هو فكر الاخوان المسلمين تتلونون حسب المصلحة والوصول الى الكرسي على حساب الدين هذه هي حقيقتكم يا دعاة الفتنة