الشيخي يوضح بخصوص تصريحاته حول “العلاقات بين الجنسين”
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
توصلت “هوية بريس” بتوضيح من رئيس حركة التوحيد والإصلاح الأستاذ عبد الرحيم الشيخي، بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته حول “العلاقات بين الجنسين”، في مداخلته عقب ندوة نظمتها الحركة حول “جدل الحريات الفردية في المجتمعات الإسلامية”، أمس الجمعة.
وهذا النص الكامل لتوضيحه:
“بسم الله الرحمٰن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.
وبعد؛
فقد خلَّف جزء من مضمون مداخلتي في إطار ندوة (جدل الحريات الفردية في المجتمعات الإسلامية) ردود فعل مختلفة خصوصا بعدما تم اجتزاؤه من سياق مداخلة مدتها تزيد عن (11 دقيقة) مِمَّا أخلَّ بالمقصود؛ إضافة إلى أن طبيعة المداخلة لم تكن تسمح بالتفصيل في كل جوانب الموضوع؛ ونظرا لكل ذلك أودُّ توضيح النقط الآتية:
1- المداخلة جاءت في إطار ندوة فكرية تقدم قراءة في كتاب علمي يُحرِّرُ القول في عدد من القضايا والاجتهادات الدينية المتداولة في موضوع الحريات الفردية، تناوَلَها صاحبُ الكتاب بنَفَسٍ نقدي تجديدي أُقَدّر أنه جُهد مشكور ومطلوب، ولم يأت استجابة لضغط أو لضعف أو لغيرها من الأسباب التي أوردها عدد من المُعَلِّقين على كلامي، لعدم إلمامهم بتفاصيل صدور الكتاب ومدارسة هذه القضايا التي يُعَدُّ نقاشُها والتعاطي معها مجتمعيا ليس وليد اليوم، وتفاعل الحركة مع مستجدات هذا الموضوع وغيره مستمر ومتواصل حتى ولو لم تصدر بشأنها بيانا أو بلاغا أو اعتمدت فيها اجتهادات كاتب أو عالم محدد.
2- فيما يخص العلاقات بين الجنسين من الشباب التي تحدثت عنها والتي قد يفهم منها إباحتي لما دون جريمة الزنا المحددة شرعا، كالملامسة والقبل، فأؤكد أن اعتقادي فيها هو ما قرره علماؤنا من كونها ذنوبا ومعاصي وجب على المكلف تجنبها والابتعاد عنها. وقد قصدت في مداخلتي تمييز الزنا أو ما يصطلح عليه قانونا بجريمة الفساد عن غيره من التصرفات التي قد تقترب أو تبتعد منه شرعا وقانونا.
3- إننا نحتاج اليوم، حيث رقة التدين، إلى تحرير الأفهام والعقول من آفة التعميم والتهويل، ومن الإيغال في الحكم على الناس وتضخيم حجم الأخطاء وتوسيع دائرة تجريم الأفعال واعتبارها في مكانة واحدة رغم اختلاف مستوياتها. ونعلم مما قرره علماؤنا أن المعاصي فيها أكْبَرُ الكبائر، وفيها الكبائر التي تحتاج إلى توبة، وفيها الصغائر التي تكفرها الصلاة والصوم. إن الأفعال المشار إليها وإن كانت كلها غير جائزة وغير مشروعة فإن هناك اختلافا بينها وتفاوتا واضحا في الحكم عليها، ولا يمكن الحكم عليها بحكم واحد، ولا النظرة إلى مرتكبيها نظرة واحدة، وأنه إن كانت الجريمة تقتضي العقوبة المترتبة عليها شرعا وقانونا فإنَّ ما دونها ذنوبٌ ومعاصي عالجها الشرع الحنيف بمقاربة تربوية تُعلي من استحضار رقابة الله عز وجل والحث على التوبة والأعمال الصالحة الكفيلة بتحصين الأفراد والمجتمعات.
4- يعتقد البعض أن التوسع في التجريم وفي العقوبات المترتبة قانونا على عدد من القضايا المرتبطة بتصرفات الأفراد في فضاءاتهم الخاصة التي يصعب ويتعذر أحيانا إثباتها، والتي يجب التفريق فيها بين ما يقع مجاهرة في الفضاء العام وما يقع في الفضاء الخاص؛ سيسهم في الحدِّ منها وردْع المخالفِين؛ وهذا وإن كان فيه قدر من الصحة فإنه يبقى قاصرا دون إعمال مقاربة شمولية مندمجة تنطلق من المرجعية الإسلامية بأبعادها الاجتهادية وترتكز أساسا على المداخل التربوية والتعليمية والتثقيفية وغيرها الموكولة إلى مؤسسات التنشئة الاجتماعية من أسرة ومسجد ومدرسة ووسائل إعلام، وتسهم فيه بقسط مقدر مؤسسات المجتمع المدني والحركات الإصلاحية، كحركة التوحيد والإصلاح من خلال حملاتها وبرامجها الدعوية والتربوية وأنشطتها المختلفة.
والله نسأل أن يُلهمنا الإخلاص والصواب في القول والعمل.
وحرر بالرباط، في السبت 13 صفر 1441ه موافق 12 أكتوبر 2019″.
وكان ذ.عبد الرحيم الشيخي خلال مداخلة له، في ندوة علمية نظمتها الحركة بنادي المحامين أمس الجمعة 11 أكتوبر 2019، تحت عنوان: جدل الحريات الفردية في المجتمعات الإسلامية، انطلاقا من قراءة في كتاب “الحريات الفردية تأصيلا وتطبيقا” للدكتور الحسين الموس، قال: بأن “العلاقات بين الشباب اليوم موجودة (كان يرفضها المجتمع بالأمس)، ما هي العلاقات خارج إطار الزواج؟ تبدأ من السلام إلى المصافحة إلى إلى.. إلى القبل إلى المجرم شرعا والمجرم قانونا إلى العلاقة الجنسية، وهي الزنا، ما دون ذلك لا أعتبره جريمة، بالتالي يجب أن يكون فيه الوضوح”، مضيفا “الكل يربط علاقات، الإسلاميون وغير المتدينين يختلف مستوى درجتها من إلى”.
وأكد الشيخي في تعقيب له على أحد المتدخلين أن “جزء كبيرا من العلمانيين دافعوا عن العلمانية حفاظا عن الدين، لأن الدين كانت تتسلط عليه جهات تستغله لقهر الشعوب فأرادوا أن يخلصوه لا من سلطة الدولة ولا من سلطة المجتمع، واعتبروه بين الإنسان وربه”، مردفا “أن العلمانية الفرنسية نموذج العلمانية المتشددة والمتطرفة والمتغولة على الأفراد وعلى الدين، أما هناك نماذج من العلمانية التي تقترب من المفهوم الإسلامي في التمييز بين المجالات والفضاءات”.