لجأت القناة الثانية إلى القضاء لما انتقدها الشيخ أبو النعيم، ووصفها بالقناة الصهيونية؛ والشيخ عبد الحميد أبو النعيم معروف بغيرته وشجاعته ودفاعه عن شرع الله عز وجل؛ والقناة الثانية معروفة بعرضها للأفلام التركية والمكسيكية المدبلجة، والتي تشكل خطرا على أخلاق النساء والفتيات، ومعروفة بسهراتها الغنائية التي تشجع على الاختلاط والتميع والفواحش.
ومادامت هذه القناة وغيرها من القنوات التلفزية المغربية تُمول من طرف المواطن المغربي فمن حق هذا المواطن أن ينتقدها، وهذا ما قام به الشيخ المحترم، عندما وصف ما تقدمه هذه القناة لجمهورها، بأنه يشكل خطرا على أبنائنا وبناتنا.
فالشيخ حفظه الله معروف بخَرَجَاته المتميزة كلما أراد متطاوِلٌ أن يتطاول على ما بقي من شرع الله في بلادنا، فقد تصدى للأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي ((إدريس لشكر)) عندما تطاول على الشريعة ودعا إلى مساواة المرأة بالرجل في الميراث. ناسيا أو متناسياَ قول الله عز وجل “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين” (النساء11).
وأنا هنا أتعجب من المواقف المتخاذلة للمجالس العلمية لمدينة الدار البيضاء، فهي لم تقم بواجبها في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل أصبحت أداة طيعة في يد وزير الأوقاف يوجهها كيف يشاء، بل أصبح بعض أفرادها يذهبون إلى أدغال إفريقيا ليشجعوا الشركيات والبدع التي يقوم بها أصحاب الطرق الصوفية، كطوافهم بالقبور والرقص الهستيري الذي يسمونه ذكرا.
فهذه المجالس لم تقف بجانب الشيخ أبي النعيم، بل تنكرت له ووقفت موقفا سلبيًا، فلو كانت هذه المجالس تقوم بدور أهل العلم، لكانت سباقة إلى نصح المُتطاولين على الشرع، لأن العلماءَ ورثة الأنبياء كما يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن أفرادها لا يُهمهم على ما يبدو إلا المحافظة على المرتب في آخر الشهر.
فلماذا لم تتحرك هذه المجالس للوقوف بجانب الشيخ أبي النعيم ولو بوقفة سلمية تضامنية مع الشيخ في يوم محاكمته؟ أو بزيارة وفد منها لمقر القناة الثانية لمطالبة المشرفين عليها بالتنازل عن الدعوى المرفوعة ضد الشيخ عبد الحميد أو عقد صلح بين الطرفين؟
لأن من حق الشيخ أن ينصح المشرفين على هذه القناة، لأنها قناة مغربية توجه برامجها لأبناء الشعب المغربي المسلم، وإذا كانت هذه البرامج منافية لأخلاق الشعب المغربي، فمن حق كل مغربي ومغربية أن ينتقدها، لأن ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي الختام فإني أعلن عن تضامني مع الشيخ وأرجو من كل عالم وطالب علم أن يتضامن معه وينصره لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “أُنصُر أخاك ظالما أو مظلوما..” الحديث، وتضامني مع الشيخ لا يمنعني من أن أطلب منه أن يدعو إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة امتثالا لقول الله عز وجل: “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين” (النحل:125)، لأن المشرفين على القناة الثانية فهموا من نصيحته بأن قناتهم قناة صهيونية أن الشيخ يكفرهم!! والأمر ليس كذلك بل هو ينتقد ما تقدمه من برامج متميعة تشكل خطرا على أبنائنا وبناتنا.
فالحق مُر فلا ينبغي لنا أن نزيده مرارة بأسلوبنا، فهذا رب العالمين جل ذكره يأمر موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام أن يدعوا فرعون بأسلوب لين لعله يتوب إلى الله من كفره وجبروته: “اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى” (طه43-44)، ففي استطاعة الشيخ أن ينتقد وينصح، وتلك وظيفة العلماء الربانيين بأسلوب لين تقوم به الحجة على المخاطَب دون طعن أو تجريح.
بارك الله لأخينا في دعوته، ونجاه من كيد الكائدين، ووفق إخواننا الدعاة والعلماء إلى الوقوف بجانبه لأن نصرته واجب على كل مسلم.
و هل وقفت المجالس “العلمية” مع من قبله حتى تقف معه، مثال على ذلك الدكتور بنشقرون الذي كان عضوا في هذا المجلس