الشيخ البشير عصام ونشطاء يعلقون على #فاجعة_الصويرة
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب الشيخ البشير عصام في حسابه تعليقا على فاجعة الصويرة “لم أكن أحسبني أعيش إلى زمن، يموت فيه الناس في بلدي المغرب، ازدحاما على مساعدات غذائية!
سيكثر الناس في هذه الأيام الحديث عن:
– سوء التنظيم وقضية التراخيص الإدارية للعمل الخيري،
– مسؤولية الأجهزة الأمنية عن تنظيم التجمعات من هذا النوع،
– قلة وعي الناس وعدم انضباطهم بالطابور،
– بطء حضور المسعفين عند الحاجة،
وعن أمور أخرى كثيرة.
ولكن الذي سيبقى في ذهني حاضرا بإلحاح شديد، هو هذا السؤال:
✔ كيف يوجد هذا الفقر الشديد الذي يستدعي الاصطفاف لتلقي المساعدات الغذائية، في بلد يعلن المنافسة العالية على مستويات مختلفة في الاقتصاد والتقنيات، وتنظيم المهرجانات الفنية والتظاهرات الرياضية العالمية، واستقبال السياح والاستثمارات من العالم كله، بل يصدر استثماراته إلى بلدان أخرى؟
– دعونا من الأرقام والإحصاءات والتوازنات الماكرواقتصادية والمهاترات السياسوية الحزبية الضيقة، واعلموا أن المعيار الأعظم الذي به نعرف تقدمنا أو تخلفنا، والذي تتحمل مسؤوليته الدولة بجميع مؤسساتها وأجهزتها، هو:
“رفاهية الفرد وسعادته، وسلامته من الفقر والتهميش والظلم الاجتماعي والسياسي”.
ما سوى ذلك: دعايات سياسية لتخدير النفوس، وأصباغ لستر الأوساخ.
رحم الله الموتى، وشفى الجرحى، وفرج الكرب.
#فاجعة_الصويرة“.
وعلقت الأستاذة لطيفة أسير بقولها “فاجعة اليوم بالصويرة والتي راح ضحيتها 15 امرأة، وصمة عار أخرى في جبين وطن قد جنبه الله ويلات الحروب، وفواجع المجاعات، لكن ابتلاه بمسؤولين لا يرقبون في الضعيف إلا ولا ذمة، ضحايا بالعشرات من أجل حفنة مساعدات وهبها محسنون لمغرب منسي لا يجد من يأبه له غير من ذاق مرارة الجوع مثله.
هذا الازدحام.. وهذا التدافع .. وهؤلاء الضحايا صرخة جديدة في وجه الظلمة الذين نهبوا خيرات الوطن وتركوا أهله جياعا .
تغمد الله الضحايا بواسع رحمته .. ولا عزاء لفقراء الوطن.. فلا يبكيهم إلا الفقراء، ولا يألم لألمهم إلا الضعفاء ، فتعسا لكل مسؤول أفقر هؤلاء الناس حتى اضطرهم لهذا الوقوف المذل”.
أما الصحافي مصطفى الحسناوي، فكتب في حسابه “في مغرب 2017، مغرب الاستثمار في إفريقيا والانفتاح على اوربا، والعضوية في الخليج، والانجازات الكبرى، 15 امرأة تموت بسبب كيس دقيق أو قنينة زيت.
هذا هو المغرب العميق البئيس،
هذا هو المغرب البشع المرعب،
هذا هو المغرب الأليم المؤلم،
هذا هو المغرب الحزين المحزن،
هذا هو المغرب الذي يختفي وراء الواجهة الزجاجية البراقة،
هذا هو المغرب الذي يختفي وراء الخطب والوعود والشعارات،
هذا هو المغرب الذي يختفي وراء المواسم المهرجانات،
هذا هو المغرب الذي يختفي وراء إطلاق الساتيلايت والتيجيفي،
هذا هو المغرب الذي يختفي وراء الإنجازات الكروية.
هذا هو المغرب الذي ندفن رؤوسنا كي لانراه،
هذا هو المغرب الذي نهرب إلى الأمام بالمبالغة في الاحتفال لأقل إنجاز وأصغر انتصار.
هذا هو المغرب الذي علينا الانتباه لاتساعه وتمدده، والاهتمام بمشاكله ومطالبه.
ليس الفقر فقط هو المسؤول، الجهل وقلة الوعي أيضا لهما نصيب.
فكفانا تصفيقا للتفاهات وتلميعا للبؤس وتغاضيا عن الفساد، ولنهتم بمشاكل المواطن البسيط، ولنجعله في صلب الاهتمامات والمخططات والمشاريع، لنرتقي به على جميع الأصعدة”.
وكتب الصحافي إبراهيم بيدون “رحم الله أمهاتنا اللواتي متن اليوم (15 والحصيلة مرشحة للارتفاع) بمنطقة سيدي بوعلام، التابعة لجماعة تفتاشت، الواقعة بنواحي الصويرة، وذلك بسبب التدافع أثناء توزيع إعانات اجتماعية على المعوزين.
كم هو مؤلم أن يكون الموت بسبب الحصول على كيس دقيق أو قارورة زيت أو قالب سكر أو حتى مخزن ممتلئ بالمواد الغذائية..
إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم اجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها..”.
وتساءلت د.علياء زحل “هل هو الفقر والحاجة حقا سبب فاجعة اليوم؟ ام هو الجشع والطمع؟ ام هو سوء النظام وانعدام التربية الحسنة؟ ام هي جميعها مجتمعة؟
اللهم لطفك؟”.
وكتب الفاعل الجمعوي جلال اعويطا في حسابه على فيسبوك “الإستبداد هو الذي يصنع مثل هذه المشاهد المحزنة للغاية.. مغاربة يموتون بسبب التدافع من أجل الحصول على قفة لا يتجاوز ثمنها 150 درهم.. الإستبداد هو الذي يصنع هذه اللهطة.. اللهطة التي نعيشها يوميا أمام محطات الحافلات ومحطات القطار وعند طوابير الطاكسيات.. اللهطة التي نراها عند إنقطاع منتوج من السوق وعند الحلاق ليلة العيد وعند العطار ليلة عيد الكبير.. اللهطة التي نراها عند دخول الملاعب والمستشفيات والإختبارات.. اللهطة هو سلوك يومي فرضه الإستبداد ليعيش المغاربة على هامش الحياة.. الاستبداد حوَّل الميول الطبيعي للمغاربة من طلب الترقي إلى طلب الانحطاط.. الإستبداد ومنظوماته التعليمية والإعلامية والإقتصادية والإجتماعية جعلت المغاربة يرفضون التنظيم وأصبح التزاحم والتدافع هو الوسيلة الوحيدة للحصول على ما تريد.. رحم الله من مات اليوم من المغربيات ورزق أسرهم الصبر.. دبا أخنوش مايقدمش استقالته بسبب فشل صندوق التنمية القروية الذي يقوم عليه؟!”.