الشيخ الدخيلة يكتب تفاعلا مع أخبار زلزال الحوز: تنبيه المغالطين
هوية بريس – الشيخ موسى الدخيلة
سدّدكم الله: لا تزيدوا الطين بلةً، ولا تنشروا الزور والبهتان؛ لتردوا عليه وتشفوا غيظكم وتنثروا السموم والبغضاء -والناسُ من ذلك براء-؛ فلا نعلم عالماً أو طالب علم أو عاقلاً قال: كل من هلك بالزلزال أو تضرر أو كُلم فإن الله عاقبه وعذّبه بذنوبه ومعاصيه!…
وإنما قالوا: هذا تذكير وتخويف وإنذار لعباده الأحياء كلهم أجمعين، لعلهم يتعظون ويعتبرون ويرجعون ويؤوبون، بغضّ النظر عن المصابين . -وقد يكون أحياناً لا دائماً عقوبةً للعصاة الفساق الفجار-
أما المتضررون فموتاهم نحسبهم ونرجوا الله تعالى ان يكونوا من الشهداء -وما أعظمها من منقبة، نسأل الله ان يكتبها لنا-، وأما الجرحى والمكلومون ففي مصابهم رفْع الدرجات وتكفيرٌ للسيئات، بالصبر والاحتساب.. وفي ذلك كله: رحمةُ الله بالعباد وحِكَمه البالغةُ سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد..
نسأل الله ان يتقبل منهم ويجزل لهم المثوبة والعطاء…
فكيف تنطلي هذه المغالطةُ والأكذوبة والبهتانُ على كثير من الناس؟!
فهل يمكن لعاقل ان يقول: إن الأطفال والرضّع وكبار السنّ وربّات البيوت الطاهرات العفيفات والمؤمنين الأنقياء الاتقياء الذين ماتوا أو أصيبوا في أبدانهم وقلوبهم عاقبهم اللهُ ؟!!! اللهمّ لا ولا ولا.
ثم اعلموا ان البلاء إذا جاء فقد يعمّ الجميع، فيهلك الصالح التقي مع العاصي الفاجر.. ثم يبعث الله كلاًّ منهم على نيته، فيكون ذاك البلاءُ للأول منقبةً وفضيلةً ورفعةً وعلوًا ، ويكون للثاني عقوبةً وعذابًا…
والإشكالُ -في جميع الأحوال- فيمَن بقي حيًا وأمدّ الله له في العمر فشاهدَ البلاءَ وعاش آيةَ الله تعالى ولكن لم يتعظ ولم يعتبرْ ويرجعْ، وتمادى في غيّه وفجوره وتقصيره في طاعة الله.
هؤلاء هم الذين يذكّرهم الدعاةُ إلى الله بالاتعاظ والاعتبار بما نزل من بلاء -رحمةً بهم- لعلهم يرجعون ويؤوبون، فيفوزون ويفلحون في الدنيا والآخرة.
نسأل الله التوفيقَ السداد والعدل والإنصاف في السخط والرضا مغ الموافق والمخالف…