الشيخ السريري ردا على “دعاة الإباحية”: يمنعوننا من قوة كسب العيش، ويمنحوننا كل شيء في كسب القوة الجنسية، وهيجانها، لماذا؟!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تفاعلا مع النقاش الجاري حول “الحريات الإباحية”، ومطالب رفع التجريم على العلاقات الجنسية المحرمة والشاذة، نشرت صفحة “مدرسة تنكرت العتيقة“، المدرسة التي يديرها الشيخ مولود السريري، مقتطفا من كلام له في كتابه “رسائل علمية في فنون مختلفة” (المجموعة الثالثة)، وبالضبط “رسالة في ذكر طرف من موجبات المشاكل الأسرية” (ص:205)، حيث قال: “ومن -النّسويات- من يؤمن بأن كل الروابط الأخلاقية يلزم فكها، وينشرن كل ما يرين أنه يوصل إلى ذلك من أفكار، ويسعين إلى تصوير هذا بأنه كفاح من أجل الحقوق النسوية”.
وأضاف الشيخ الأصولي “وهذا النوع من النساء تجده من المثقفات العوانس، أو الأوخاش اللائي لم ينلن حظهن الفطري من الرجال، من جهة الجماع، ومن جهة الاعتبار، وبسبب ذلك يسخطن، فيَرْغين، ويزبدن، ويقلن أن الرجال ظلموا النساء، وهذا أمر صحيح، لكن في حقهن ظاهر مقطوع، لأنهم ما منحوهن ما كُن في حاجة إليه مما تقدم ذكره، ومن ثم كان الصواب أن يقلن ظلمنا الرجال، وأما أن يقلن ظلم الرجال النساء -هكذا- بدون تفصيل، فهذا افتراء، وكذب، وكل ما يفعله هذا النوع من النساء أو يقلنه في هذا الشأن فإنه انتقام من الرجال لحظهن التعس، وسقوط قيمتهن لديهم، ألا ترى إلى ما يكتبن في شأن الممارسة الجنسية (الجماع) في روايتهن وغيرها من فحش الكلام، وكشف العورات، ونزع ثياب الحرمة عن بني الإنسان، وخرق حجاب الوقار، وما كن يفعلن ذلك في حقيقة الأمر إلا من أجل أن ينفسن عن أنفسهن كربة الظمأ الجنسي الملتهب، وهذا يدركه كل من شدا طرفا في علم النفس، ويتعلم منه شيئا، ولو يسيرا”.
ومنهن من لا يفعلن ذلك عن قناعة نفسية فقط، حسب الشيخ السريري “بل يفعلنه -أيضا- من أجل الإفساد، وتشتيت الأسرة -بمعناها الإسلامي- التي هي جزء من بنية الأمة، وأركانها العظيمة، وهو شيء يريد أعداء الأمة الإسلامية إزالته، لأنهم يرونه عائقا لبثِّ عُصارة خبثهم في ديار المسلمين.
وكل من غفل عن حقيقة كون الأسرة الشرعية حصنا يمنع ولوج الأفكار، فليس على بصيرة في شأن الأمور النفسية والاجتماعية”.
وجاء في ختام التدوينة المنقولة من كتابه “والمرء يتعجّب كثيرا من هؤلاء -دعاة فكِّ الروابط الأخلاقية- الذين يجهدون أنفسهم في رفع مستوى حالتنا في الجماع (الحالة الجنسية) ولا يريدون أن يكون في حالتنا المعيشية أي تغيير إلا إلى الأسفل، يريدوننا ضِعافا في الاقتصاد أقوياء في الأمور الجنسية، يمنعوننا من كل شيء في قوة كسب العيش، ويمنحوننا كل شيء في كسب القوة الجنسية، وهيجانها، لماذا؟!”.
يذكر أن حركة أسمت نفسها “خارجات وخارجون عن القانون”، أعلنوا أواخر شهر شتنبر المنصرم، عن مطالبتهم بإلغاء كل الفصول المجرمة للزنا والخيانة الزوجية والشذوذ الجنسي والإجهاض، وهي المطالب التي رفعها أيضا النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار، عمر بلافريج، ما جعل الساحة الوطنية تعيش نقاشا لا يزال محتدما لحدود الساعة، بين دعاة الإباحية والتوجه النسواني وبين العلماء والدعاة والمجتمع الرافض لإباحة الجنس حسب النظرة الغربية.
جزاكم الله خيرا على جهدكم