الشيخ الشنقيطي: رحم الله الفقيد محسنا والقصاص واجب وحفظ أمن البلد أوجب
هوية بريس – عبد الله المصمودي
تحت عنوان “نداء عاجل حار، إلى المغاربة الشرفاء الأحرار”، كتب الشيخ الحسن الشنقيطي تدوينة يدين فيها جريمة قتل بائع الأسماك محسن فكري، وفي المقابل حذر من الذين يريدون استغلال مثل هذه الحوادث لإشعال الفتن الدامية الهوجاء، داعيا المغاربة إلى تكاثف الجهود ومواصلة الإصلاح حرصا على المصالح المكتسبة، واجتناب المفاسد والأضرار.
وهذا نصها كاملا:
“بسم الله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد: فهذه نصيحة يغلب عليها ميزان الشريعة لا ميزان العاطفة الجياشة السريعة، معاشر المغاربة العقلاء ما وقع لأخينا محسن فكري بمدينة الحسيمة لا يقبله أحد ولا يستساغ لا شرعا ولا قانونا ولا عقلا ولا عادة بل لا يقبله حتى الحمقى والحيوانات، فرحمة الله عليه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته ورزق أهله وذويه الصبر والسلوان.
وبهذه المناسبة الأليمة نقول جميعا يجب على المسؤوليين عموما والقانونيين خصوصا أمام الله وأمام المطالبين بحق العدالة أن يقوموا بواجبهم حتى ينال الجناة المعتدون ((الذين أزهقوا روح الفقيد بهذه الطريقة البشعة التي هزت الضمائر الانسانية الحية.. وأحزنت الافئدة المؤمنة الأبية..)) يجب أن ينالوا عقابهم الذي يستحقونه كما نجدد مطالبتنا في هذا الوقت العصيب بتطبيق الأحكام الشرعية والمساطر ا القانونية على كل معتد ظالم دون محسوبية او طبقية، حتى يزداد الأمن والأمان وتطمئن نفوس الفقراء والأغنياء على حد سواء.. وحتى تستوي جميع الشرائح أمام الحق والقانون.
لكن!! ولكن!! ولكن!! احذروا!! احذروا !!احذروا!! من فخاخ المتربصين بوطننا العظيم.. الطامعين في وحدتنا الترابية وملكيتنا الجامعة العريقة، والساعين الى استنساخ ما يحرم استيراده. بعد ان افتضحت مخططاتهم مع غيرنا، وتجلت بواطن نفوسهم حقدا على ديننا وأوطاننا، واتحدوا مع ألد أعدائنا علينا، وما أكثر ظهورهم في مثل هذه المواقف التي تغلي فيها دماء المواطنين ليشعلوا نيران الفتن الدامية الهوجاء، ويضرموا شرارة التعصبية الرعناء..
فنصيحتي في مثل هذه الأوقات الاستثنائية أن تتكاثف جهودكم وراء ملككم أيده الله ووفقه إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد وأن تتعاونوا مع حكومتكم لمواصلة الاصلاح، الذي يحتاج الى الوقت والكفاح، حرصا منا جميعا على المصالح المكتسبة الكبرى، واجتنابا للمفاسد والأضرار العظمى..
واياكم ودعاة الفتن في الداخل والخارج أن يركبوا على جهودكم الميمونة، وغيرتكم المتزنة المصونة، لغايات ومقاصدخطيرة، وتدابير شيطانية حقيرة، تعود علينا وعلى بلادنا -لا قدر الله- بالويلات والنكبات، فكونوا عقلاء نبلاء، ولا يلعبن بكم السفهاء، كما هو المعهود فيكم معاشر الشرفاء. رفع الله قدركم وأعلى مقامكم.. وحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه وجنبنا الفتن ما ظهر منها وم بطن. يا ذا الجلال والاكرام”.