الشيخ القزابري يكتب: إنَّ رَبَّكَ هُوَ القَوِيُّ العَزِيزْ..!!!

12 يناير 2025 23:02

هوية بريس – الشيخ عمر القزابري

بسم الله الرحمن الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..

أحبابي الكرام:

مصيبةُ العبد الكبرى.. حينما ينْسى ربَّه.. فيغترُّ بكيانه.. ويفتخرُ بأرْكانِه.. وتؤُزُّه دواعي اغتراره..  فيصدِّقُ نفسه.. وتَسْتَخْرِجُ مِنْهُ أوهامُه كَلمةَ الأنَا.. فيقولُ أنا.. بغايةِ الافتخار.. الصَّادرِ عَن وهْمِ الاقتدار.. فإن تَوَهُّمَ الاستغناء.. أصلُ كُلِّ بَلاء.. ومَن تأمَّل قول الله في سورة العلق.. بان له الأمر وتجلَّى.. يقول تعالى (كلا إنَّ الانسان ليطغى.. أن رآه استغنى..) تأملوا رعاكم الله جملة.. أن رآه استغنى.. ففي طيَّاتها.. حصولُ الاستعلاء.. بِتَوهُّمِ الاسْتغْناء.. فظن العبد أنَّه استغنى.. وأنه اقْتدر.. وأنه تَمَكَّن.. ووو.. كل ذلك محضُ أوهام.. لا علاقة لها بواقع الحال.. وعنوانُ السورة.. يُجَلِّي الصورة.. صورة الافتقار.. الملاصِق للعبد في كل أحواله وأحيانه.. فالعنوان: العلق.. وأنَّى للعلقِ أن يستغني.!!.. وكيف للنطفة أن تتجبَّر..!!

لقد كانت الأنا.. مَزَلَّة إبليس.. لعنه الله.. ( قال أنا خير منه ) وكانت الأنا.. المصحوبة.. بالافتخار بالعِندية.. مَدْحَضَةَ قارون.. ومَجلبةَ الحتْفْ.. بحُصُول الخَسْفْ.. (قال إنما أوتيته على علم عندي) فجاء الجواب.. ونزل العذاب.. في صورة خسف مجلجل (فخسفنا به وبداره الأرض) وعندما ظنت عاد.. أن نحت الجبال.. مسوغ للتمرد على الكبير المتعال.. جاء النكال.. وحل الوبال.. (فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد قوة) فجاء الجواب.. وحل العقاب.. (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا..)..

وقد رأينا في زمننا.. أفرادا ودُوَلا.. استمْرءوا الطغيانَ مرْكبا.. ورضُوا بالاستبداد منْهَجَا.. فكانتِ العاقبةُ المُنتظَرة.. وجاءتِ الصَّفعاتُ القدرية.. تستنزلهم مِن عُروش أوهامهم وكبريائهم.. فمنهم من انتهى به الأمر لاجئا.. ومنهم من كانت نهايته أسوأ نهاية.. ومنهم من لحقه العار والذل.. ومنهم من التهمت الحرائق كبريائه الزائف.. ومنهم ومنهم.. ووو.. ليثبت الله قيُّوميته.. وأنه هو رب الكون.. ومدبر الأمر.. ولتَكونَ المَثلاتُ داعيةً الكُلَّ إلى مُراجعة النفس.. وإعادةِ صياغتها بعيدًا عَن أوهام القُوة والتسلط والتجبر.. وإعطائها فرصة التتلمذ على آي الكتاب.. والسفر بين عِظاته وبيِّناته.. من قبيل قوله سبحانه (هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الارض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم..) فيا جنين الأمس.. واهي القوى بالغد.. دعك من التجلد على ربك.. فإنك خُلقت من ضعف.. ومآلك إلى ضعف.. فاعرف قدرك.. والزم حدك.. فأنت ابن التراب.. ومأكول التراب.. وتحمل بين جنبيك من النَّتَن.. ما يَكسرُ كبرياءك.. ويطفئ غلواءك.. واعلم بأنك لن تخرق الارض.. ولن تبلغ الجبال طولا.. وللذين يحاربون دين الله.. دولا وأفرادا.. أقول: هوِّنوا عليكم.. فوالله ليُتِمَّنَّ الله هذا الأمر.. ولينصرن الله هذا الدين.. بعز عزيز.. أو بذل ذليل.. ووالله ليرغمن الله أنف كل متكبر.. وليهلكن كل ظالم.. وليمحقن كل معاند.. هكذا قضى الله العلي العظيم.. (وله الكبرياء في السموات والارض وهو العزيز الحكيم..) رفعت الأقلام.. وجفت الصحف..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..

محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M