الشيخ القزابري يكتب: الشيخُ مُصْطَفَى بنْ حَمزة.. العَالِمُ المَوْسُوعِيُّ الحَكِيمْ..!
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..
أحبابي الكرام:
حُقَّ لأهل الوصْل أن يفخروا بالعلماء.. فهم حلقاتٌ في سلسلةٍ نورانية متصلةِ الإِسناد.. بسيد العُبَّادِ والعِبادْ.. صلى الله عليه وسلم.. إذْ همُ الورثةُ بالإنتماء.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم، العلماء ورثة الأنبياء.. ينافحُون عن دين الله.. فيدفعُون الشُّبه.. ويحرسُون الحِمى.. ويربطون الناس بربهم.. فهم النُّجوم حقا.. نجومُ الفهم والإفهام والأَعلام.. لا نجوم الوهم والإيهامِ والإِعلام.. نجوم الحقيقَة.. لا نجوم الفَليقَة.. وعالمنا المُتَحَدَّثُ عنه اليوم.. نسيجُ وحدِه. وفريدُ فضلِه ومجدِه.. بحرٌ لا تكدره الدِّلاء، ولا تُنزِف بعضَ موارده المِلاءْ، وهَبَ نفسه للإفادة.. وأوقفَ جُهده على الرِّفادة، يفترِع الهِضاب بِبُعد همِّه، ويصيب الأغراض بمسدد سهمِه..
له منطق في السَّمع رشِيقْ.. وإقناعٌ بالإعجاب حقيقٌ وخليقْ.. له هِمةٌ سابغة المَطارِفْ.. وسيادةٌ موصولةُ التَّالد بالطارِفْ.. وله أدبٌ يطَّرِدُ اطِّرادَ الغَديرِ حفَّت به خُضرُ الوشائِع.. وحديثٌ كأنه جنى النحل ممزوجا بماء الواقِع.. وبيني وبينه وُدٌّ صمِيمْ.. طيب العرف والشَّميمْ..
رافقتُه في سَفرةٍ إلى ألمانيا.. فازينَتْ برفقته المشاعِر.. وطابت اللقيا واطمأن الخاطِر.. كنتُ جارَه في الفندق.. فرأيت أخلاقا راقِية.. لم تعد ترى لها من باقِية.. إلا في القلة القليلة، من أصحاب العزائم الجليلة، وهو في لطفِ الطبع أرقُّ من الصَّهباء في روْقِ الصِّبا، ومن سلامة الناحية أطوعُ من قُدود القُضبِ لراحة الصَّبا، إضافة إلى ماجمعهُ من مفاكهةٍ يتسلى بها المهمومْ.. ومحادثةٍ يجعلها النديم عِوضَ المشروبِ والمشموم، كنا نتكلم عن القراء الكبار.. فإذا به يفيض بعابِق الأسرار.. فيتكلم عن سيدنا رفعت وسيدنا المنشاوي وأئمة التجويد والترتيل، ثم يُثنِي على سيدنا البهتيمي وسيدنا مصطفى اسماعيل.. شيخنا صاحب ذائقةٍ رائقة، نفسه لكل جميل تائقة..
له في الدفاع عن الحق قِصص.. إذا انبرى للرد على واهمٍ أو حاقدٍ أذاقه الغُصص، حسن بيانٍ في إقناعٍ لَفَّهُ إِلمامْ، وصدقُ حُجَّةٍ تنفي الاضطرابَ والإيهامْ..
ومناقبُ الشيخ أكثرُ مِن أن تُحصرْ.. ومواقفُه في الدِّفاع عنِ الحقِّ ظاهرةٌ لا تُطْمَرْ.. أسأل الله أن يبارك في عُمْر الشيخ.. في صحة وعافية وسعة رزق.. وأن يُتَوِّجَ أعماله بالقبول.. إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.