الشيخ القزابري يكتب: الفَهْمُ النَّبِيل…!!
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..أحبابي الكرام:
هنالك فهم نبيل.. لا يُهدَى إليه إلا الأفراد من الناس، الذين يستبقيهم الله سبحانه وبحمده مثالًا حيًّا لتجديد معالم الأخلاق وبعث مكارمها في النفوس.
وهو صبرك عن فتح حقائب سر من خالفك، وإطلاق لسانك فيه افتراء أو صدقًا، أو التعريض بذلك بالإشارة المبهمة أو الكلمة المستترة بلؤمها ودنسها، يقولها صاحبها ثم إذا عوتب قيل: لم أقل شيئا!
كن نبيلًا كريم النفس، طاهر السر، مأمون الغيبة والغضب، لا تتكئ على لحظات ضعف غيرك، أو تجترئ عليه لعثرة آدمية!
وإذا أعرضت فكن شريفًا يُعرِض حين يُعرض عن صاحبه أو جليسه بلسانه وسمعه وبصره وضميره، فلا يطاله من هذا كله أذى أو سوء؛ فإن ذلك عائد في الحقيقة بالذم عليك لا عليه!
وقد قال العربي النبيل قديمًا
عبأتُ له حِلمي لِأُكرِم غيرَه
وأعرضتُ عنه وهو بادٍ مقاتله
لا تكن ممن ينزع إلى هتك أستار أخيه، مطلقا سهام التجريح دون رويّة تُبقي لحسن الظن مكانا، كن شريف النفس تنظر إلى أخيك من كُوّةِ الحب، وليكن تعليقك في حالة التعليق مشوبا بالأدب.. هدفه التقويم لا التقزيم، والتقدير لا التحقير، مستحضرا هفواتك وزلاتك، شاكرا ستر ربك عليك، فإنه لا قيام أبدا لروحك في بيداء الفتن.. إلا بلطف من ربك يقيك المزالق..ويبقيك في دائرة الاعتبار.. ورياض الاعتذار.. ضع سلاحك، واحمل سماحك، ،ولا تطلق لسانك.. فكلك عيب وللناس ألسن، ،هذا هو الفهم الشريف.. الذي يبقيك زكيا، تتلقى هبات ربك، متقلبا مابين حسنة تستوجب الشكر، وسيئة تستوجب طلب الغفر، فالشقة بعيدة، والعقبة كئود.. والزاد قليل.. فأنتهب من الأيام لنفسك، وانتبه من المظالم لرمسك.. وامح بتوبة يومك ذنوب أمسك.. وإياك والاغترار بكلام الأغرار، فإن العبد ختّار.. وإن الرب غفار.. والله يعلم السر والنجوى.. ويكشف البلوى، والحمد لله الذي لم يجعل للعباد دخلا في خزائن رحماته، ،سبحانه وبحمده.. فاللهم لك الحمد عليك.. (قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق..وكان الإنسان قتورا).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.
ا حسن الله اليك شيخنا الحبيب