الشيخ القزابري يكتب: في حُبِّ الصَّحْرَاءِ المَغْرِبِيَّة… بِمُنَاسَبَةِ عِيدِ العَرْشِ المَجِيدْ…!
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام:
نحيت هاهنا القلم جانبًا وجلست بين يدي قلبي، أتحسس جدرانه وزواياه وشعابه، وأتْبع الخفقة تتهادى مخضوبةً بسر فريد وحب صبغني مذ دبت فيَّ أنفاس البدء الأول!
حب “المغرب”!
المغرب!
تلك المفردة الفريدة التي تسري في أودية القلب وشعاب الروح، وتمتد من القلب إلى ميدان الوجود لتشمل المغرب كله شمالا وجنوبا وشرقا وغربًا، بصحرائه ومياهه، ومروجه النائمة في ظلال جباله الشامخة!
فكان حب المغرب في النفس حسًّا وطبعًا، ووجودًا ومعنى!
وأنت لو أدرت بصيرتك لوجدت للمغرب سمتًا خاصًّا لا يشركه فيه أحد! بحضارته وتاريخه وعلمائه وأهله، الذين استبقوا لهم في مسامع العالمين وقلوبهم ذِكرًا خالدًا لا يبلى، ومجدًا تليدًا لا يُنسى!
ومن خصائص المغرب أنَّ أرضه ناطقةٌ بانتسابها إليه، مبينةٌ إبانةَ النسل عن الأصل!
فانظر إلى صحرائه التي ترتدي جلابتها الذهبية، وتشرق عليها شمس الانتماء إلى المغرب وحضارته وروحه وتاريخه!
هنالك! كل حبة رملٍ تمتد كتسبيحة عابد في زاويته!
وشمائل أهل الصحراء وخلالهم المباركة كرمًا ونبلًا ونجدةً وعلمًا متجليًا في أعلام هداة نبتوا في ظلال المغرب، وارتووا من معين الوفاء والصفاء والانتماء! فكانوا كما قال جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله: المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها!
فلا فرق بين أي مدينة في الصحراء وبين باقي مدن مغربنا الحبيب، كلها نسج واحدٌ له لونٌ واحدٌ، بانتماء واحد إلى الوطن حبًّا وانتسابًا يفدي الوطن، ويدفع عنه غائلة كل عدو!
فما استقامت أمةٌ بمثل الوفاء، وصدق الانتماء، والأخذ على يد أهل الفرقة والشحناء، وإطفاء نار البغضاء!
فالحمد لله على هذا البلد الفريد، وهذه الأرواح المؤتلفة في ظل ولي أمرنا حفظه الله ورعاه، وهي نعمة تستوجب الشكر قولًا وفعلا، وتجديدا لميثاق الحب منهجًا وعملا..
وفي الختام.. نبارك لإمامنا وولي أمرنا.. هذا العيد السعيد.. عيد العرش المجيد.. سائلين الله عز وجل أن يعيد عليه أمثال أمثاله بالصحة والعافية والرأي السديد.. وعلى الشعب المغربي العظيم بالرخاء والعيش السعيد..وأن يزيل الهموم والغموم..ويقضي الحاجات..ويُبقيَ المغرب الحبيب على الدوام قِبلة للأمان.. ومعقلا من معاقل الحق والإيمان.. وركنا من أركان السلام والاطمئنان..
آمين آمين.. والحمد لله رب العالمين.. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم وحافظ ودكم وعهدكم عمر بن أحمد القزابري.
حفظ الله شيخنا الفاضل-فخر المغرب-ونفعنا بعلمه ..