الشيخ القزابري يكتب: مُسَامَرَةُ الأَشْجَانْ….!

بسم الله الرحمان الرحيم..والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين… أيها السَّارِي في ليلِك البهيم..تسمعُ نُواحًا على الغصون هنا. وتسمع بُكاء في المضاجِع هناك..ليلٌ غارِق في الشُّجون ليلُك..وسرابٌ ذلك الخيطُ فِكرُك..تمشي فلا تسمع إلا صدى خُطواتك..وتصيح..فلا تسمع إلا رَجعَ أنَّاتِك..أنتَ المُضرجُ بدماء الأسى على حالِك..جربت أن تسير مع الأيام..سير الوِئام..وخالطتَ بعفويتك الأنام..وحاولت الاحتماء بأجنحة الأحباب..فلم تجد إلا الأوهام..فصديقُ الأمس غار..ورفيق الدرب صار ساكنًا فقط في ذِكراك..أيها الواهم قم من أضغاثِ أوهامك..فقد يطول الليل..ولا تجد من يشارِكك السُّرَى..ما أكثرَ ما سمعتَ من وُعود.. وماهي إلا بروقٌ وَرُعُود….لا تجْترَّ حبلَ الأحزان..ولا تقُل لماذا كان وكان..؟لَمْلِمْ أحلامَكَ مِن سِردابِ مجدٍ قابعٍ لم تُوقِظهُ…ارفُض كأس الحُزن لا تشربهُ..اسخر من خاذلِك..اتركهُ لا تندُبهُ..تَعلَّقَ أقوامٌ بالأوهام فأحالتْهُم سرايا غنمٍ تجْترُّ في أعشابِ تيهْ ..لا لا تستلِم قدحًا يمتد من كفِّ الرَّدى لا لا تشربهُ. .كم أَنشدَكَ صوت الوهم ألحانا..لا لا تسمعهُ..كم غنَّى ضوءَ شمس لكن لم يعد منها بضوءٍ يرتئيه..إنما كان يُسلِّي غفلة الأيام..يُلهيها بما عشش فيه..لا تكُن كالذي يشكو بلواهُ إلى مُستنزِفيه…فزجاج الكأس مذهولٌ عديم الحِسِّ عما صُبَّ فيه..لا تحزن فقد عبر الغش في هودجٍ للروح مذمومِ الشكل كريه. ..لا تحزن فقد علَّق المكر جناحيه على أقفاص أمرٍ في سرِّه ينتويه..حرفُه حرفان: حرفٌ في لسانٍ ينطق الباطلَ فيما يدَّعيه..وصدى حرف..بكهفِ النفس مغلوب على نبرته..يتسلى فلا تَسلهُ ولا تُسلِّيه ..فالضمير نام في حضن الضمير واستيقظت الأحلام تبيع الوهم للمخدوعين..اصرف وجهك عنه وازدريه..فهو روض كاذبُ الخُضرة..وكاذبٌ حتى الماء الذي يَسقيه…لا تَلُمْهُم..فهم حيارى بل أُسارَى حجرٍ دار على مُستعبديه…توقَّف وارفع بصرك نحو كريمٍ ما توقفت أياديه..أغنى وأقْنى فلِمَ لا تُناديه..اترك الناس فكم صَرعُوا وهم صَرعى..وكم أهلكُوا وهم هَلكى..ونادِ يارباه ياغوثاه..فستجد برد اليقين يُحييك..وسيأتيك المدد يكفيك ويُغنيك… وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.