الشيخ الكتاني: هذه مشكلتنا مع العلمانيين
هوية بريس – الشيخ الحسن الكتاني
قال لي قائل: ما هي مشكلتكم مع العلمانيين؟
قلت له: أكبرها هو هروبهم من الله تعالى و إصرارهم على التمرد عليه.
? وأيضا موقفهم المريب من رسول الله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. فإن ظاهر كلامهم أنهم لا يؤمنون برسالته للعالمين ويكذبون جل أحاديثه. والنتيجة هي أنهم لا يتابعونه ولا يقبلون أن يتابعه الناس.
? وأيضا تدخلهم فيما ليس من شأنهم فإنهم يتكلمون في الفقه والأصول والحديث بل والتاريخ بكلام لو سمعه طالب علم مبتدئ لذهل من جهلهم المركب وتسورهم لما هو ليس من شأنهم.
? ومن ذلك بغضهم الشديد لعلماء المسلمين و اتهامهم بكل نقيصة وتشويههم و اتهام نياتهم بطريقة فجة قبيحة.
? ومن ذلك بغضهم لتاريخنا العريق وإنكارهم لحضارتنا العظيمة وتصويرهم لها بأنهم مجرد ظلم وطغيان واتباع للشهوات.
? ومن ذلك احتفاؤهم بكل زنديق متمرد على الدين وأحكامه طاعن في الله تعالى ورسله وأنبيائه ساب للدين وأتباعه.
? ومن ذلك استهانتهم بكتاب الله تعالى وإنكارهم لكونه معجزا وأنه الشريعة الخالدة الكاملة التي يجب على البشرية جمعاء الإيمان بها.
قال لي صاحبي: ألا ترى أنك بالغت و تجنيت على القوم؟!
فأجبته: هذه جل معاركنا معهم. و إن كان فيهم المغرر بهم ممن جهلوا دينهم أو أحسنوا الظن ببعض أفكارهم وإن لم يتابعوهم في كلها. نسأل الله لهم جميعا الهداية و الرشاد.
النبتة العلمانية بدأت في الغرب بالتمرد على دينهم المبدل المنسوخ وكتابهم المحرف المغير. وتأثر بذلك المسلمون تدريجيا عبر طبقة من الوزراء و الكتاب المنهزمين نفسيا أمام تخلف المسلمين وتقدم الغربيين بعد الثورة الصناعية. فظنوا بعقليتهم الطفولية أن الحل هو في تقليد الغرب في ظواهر ما فعل ولتخلفهم عجزوا عن الاقتداء بهم في سر نجاحهم الدنيوي.
وقد نجحوا في أمور:
▪️ في تعطيل الشريعة الإسلامية في جل بلاد المسلمين.
▪️في إخراج المرأة من بيتها ووظيفتها الأساسية ومزاحمتها للرجال.
▪️في انتشار الإلحاد ونبذ الدين بين الشباب والتحلل الأخلاقي بالاختلاط بين الجنسين في كل الأماكن.
▪️في تهميش العلماء والتحجير عليهم وإسقاط هيبتهم من قلوب الناس.
▪️في جعل الدين مجرد طقوس والقرآن مجرد ترانيم وعزله عن الحياة كلها.
ولكن الله تعالى الذي تكفل بدينه هيأ على عينه علماء مجددين أفسدوا خطط أعداء الدين ومؤامراتهم على الإسلام و شريعته، (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).