الشيخ الكتاني يتساءل: هل ما زال المغاربة على المذهب المالكي؟ (فيديو)

الشيخ الكتاني يتساءل: هل ما زال المغاربة على المذهب المالكي؟ (فيديو)
هوية بريس – متابعات
أعاد الشيخ الدكتور الحسن بن علي الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، فتح النقاش حول الهوية المذهبية للمغرب، متسائلا في برنامج (حديث الجمعة) على قناته على اليوتيوب عمّا إذا كان المغاربة ما زالوا يعيشون فعلا تحت مظلة المذهب المالكي كما يردّد الخطاب الرسمي.
وقال الكتاني إن الدولة في بلاد المغرب العربي، وخاصة في المملكة المغربية، تعتمد خطابا رسميا يقدّم البلاد باعتبارها مالكية أشعرية جنيدية، وهو توصيف تؤكد عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مختلف المناسبات. غير أنه يرى أن هذا التعريف يبقى، في الواقع، حبرا على ورق، لا يتجلى إلا في مظاهر شكلية محدودة داخل المساجد، مثل التسليمة الواحدة، وترك البسملة في الصلاة، والقنوت في صلاة الصبح.
وأضاف الكتاني أن حضور المذهب المالكي في تفاصيل الحياة الدينية والفقهية للمغاربة شبه منعدم، مشيرا إلى أن برامج الفتوى بالقناة السادسة، الموجهة رسميا لتمثيل التوجه الديني للدولة، لا تعتمد مشهور المذهب كما ينبغي. وأكد أن علماء المالكية نصّوا على أن المفتي لا يجوز له الفتوى بهواه أو باجتهاداته الشخصية، وإنما يجب عليه الالتزام بما اشتهر في المذهب، إلا في حالات الضرورة أو النوازل.
ووصف الكتاني خروج بعض المفتين عن قواعد الإفتاء المالكي بأنه عبث بدين الله، معتبرا أن غياب منهج موحّد في الفتاوى يجعل كل عالم أو فقيه يفتي بما يترجح لديه، ما يفقد الفقه طابعه المؤسساتي الذي يفترض أن يميز مذهبا رسميا للدولة.
وفي الجانب القانوني، اعتبر الكتاني أن المذهب المالكي لا يظهر في التشريعات المغربية إلا في حالة واحدة: إذا لم توجد مادة قانونية تغطي النازلة، فيُرجع حينها إلى المذهب. وهو ما يراه الشيخ دليلا على أن المالكية أصبحت مرجعا احتياطيا وليس أصيلا، رغم كثرة الحديث عن الوحدة المذهبية للأمة.
وانتقل الكتاني بعد ذلك للحديث عن العقيدة الأشعرية، قائلا إن غالبية الناس لا يعرفون عنها شيئا، وإن تدريسها أو ترسيخها في وعي العامة شبه غائب. وأضاف أن ما يطبّق اليوم هو أشعرية جديدة تقوم على التوسع في التأويل إلى حدّ تأويل الدين كله، وهو ما اعتبره انحرافا عن منهج أهل السنة والجماعة.
وختم الكتاني كلمته بالتأكيد على ضرورة أن يتحرك العلماء الربانيون لبيان الدين كما جاء، محذّرا من الصمت الذي قد يتيح، حسب تعبيره، العبث بالدين عبر تغييب المذهب المالكي والعقيدة السنية عن واقع الناس وتشريعات الدولة.



