الشيخ عبد الله النهاري: أربعون سنة من العطاء الدعوي والتربوي..
هوية بريس- محمد المكودي
اعتلى المنابر، داعيا إلى الله، موجّها للمغاربة في دينهم ودنياهم.
وبعد إعفائه من الخطابة، لم يتراجع عن رسالة بقي حاملا إياها، إلى اليوم، أمانةً أشفقت منها السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، فحملها الإنسان.
نزل من على منابر المساجد، وصعد منابر الجامعات المغربية، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا.
دخل غمار الفتوى، وفق مستطاعه ومبلغه من العلم.
أبدى رأيه في الأحداث السياسية والاجتماعية، بالنصح والحكمة، من غير أن تصدر عنه فتنة أو فوضى.
تحيز لاختياراته السياسية والفكرية، دون أن يخشى فيها لومة لائم.
لم يتهافت على بقايا الدعم الأجنبي، كما يفعل تجار الأفكار والمناهج والتصورات.
ملأ على الناس دنيا مواقع التواصل الاجتماعي، فأقبلوا على نصيحته وحكمته.
تكلم في الأعراس والعقائق وحفلات الختان واستقبال الحجيج والمآتم، في المقابر والمساجد والمجالس التربوية والمهرجانات الخطابية… في كل مكان منها، تكلم وخلّف أثرا طيبا.
واجه الهجمات “الحداثوية” لوحده، مع بعض الدعم القليل النادر من الدعاة والمصلحين.
رموه بالتطرف والشعبوية وقلة الثقافة، فلم يثنه ذلك عن السير في طريقه التي اختارها لنفسه.
شيخ كبير مبارك، صامد مناضل، صاحب رأي، وطني حكيم، ناصح “طبيب”.
صامد على غرزه في مدينة وجدة، صاحب رأي فيما استجد من القضايا، وطني لا يتراجع في الدفاع عن قضايا الوطن، حكيم لا يغضب لنفسه مثيرا للفتن، ناصح يهدي به الله كثيرا من الناس، طبيب يداوي القلوب بالذكر والكلِم الطيب.
اليوم، يحتفي به أحباؤه ومريدوه وتلاميذه، بمناسبة تجاوزه مليون مشارك في قناته، على اليوتيوب.
وهذه بعض المعالم الكبرى من سيرته، سيجدها القارئ أسفله:
الولادة: 23 يناير 1959 م، دوار بوعلاين، أحفير، عمالة بركان.
الحالة العائلية: متزوج وأب لأربعة أبناء.
المسار العلمي: إجازة في العلوم الإقتصادية من جامعة محمد الأول (1983).
المسار المهني: الخدمة المدنية (1983-1985)، التعليم (1987-1990)، الوظيفة العمومية بغرفة الصناعة التقليدية بوجدة.
المسار الدعوي: العمل الدعوي، الخطابة بمسجدين (وجدة، الحسيمة)، واعظ معتمد لدى المجلس العلمي المحلي بمساجد وجدة والشرق إلى غاية 2012، قدم الكثير من الدروس والخطب والمحاضرات واللقاءات الإعلامية والمواعظ…
بارك الله في عمر الشيخ عبد الله النهاري، وزاده حكمة وحرصا على وطنه وخصوصية المغاربة الثقافية، كما عودنا على ذلك.