الشيخ عمر القزابري يكتب: أُمَّاه.. إِنِّي عَلَى الذِّكْرَى أَمِين…!
بسم الله الرحمان.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..
أحبابي الكرام:
في مثلِ يومِ أمس.. وقبل أحد عشر عاما.. وفي وقتِ صلاة الجمعة.. فاضت روحُ حبيبةِ القلب.. وأنيسةِ الروح.. أمِّي رحمها الله إلى سيدِها وبارئِها.. وتَركَتْ خلفها قلبا يَخفقُ بحبها والشوقِ إليها والحُزنِ على فراقها.. مع الرضا بقضاء الله وقدره.. سبحانه وبحمده.. وسلواني الوحيد: تعليلُ النفس باللقاء بها في دار لا يبيدُ أهلها.. ولا يفنى نعيمُها.. بفضل الله لا بعملي.. وبعد هذه السنين.. أقول لها..
أُمَّاه: لا أَحولُ عن عهدِكِ وإن حالتِ النجومُ عن مَسارِها ولن تحول.. ولا أزول عن ودِّك وإن زالتِ الجبال عن مقارِّها… ذكرياتكِ سَجِيرُ فِكري.. وودكِ سميرُ ذِكري. واللهُ يعلم أن مودَّتكِ شعارُ ضميري.. وحبكِ مؤنسي في مسيري.. فأنتِ منِّي كالعينِ الناظرة التي تُصانُ عما يُقذيها.. واليدِ الباطشة التي تُحفظ مما يُدويها..
أمَّاه: يا ليتَ قلبي يتراءى لك.. فتقرئِي فيهِ سطورَ حُبِّي لك.. وتقِفي منها على شوقي إليك.. يَعزُّ عليَّ الآن أن ينوبَ في خِدمتكِ قلمِي.. قبل قدمِي.. وخطِّي.. دونَ خَطْوِي..
مَسكنكِ الشِّغاف وحبَّة القلب.. وخِلبُ الكبد وسواد العين..
قد تركَني فِراقُك.. وأنا أشتاقُك.. وغادرني بُعدُك.. أقاسي بَعدَك… فمن شاهدني شهِدت له حيْرتي دون مُحاورَتي بما أُلاقيه.. وأخبرَتْهُ عَبرتِي دون عِبارتي عمَّا أُعانيه..
كانت أيامكِ حِسانًا كأنها أعراس.. فمرَّت سِراعا كأنها أنفاس.. وهكذا الدنيا.. لا تُبقي على حال.. فالحمد لله الكبير المُتعال..
رحمكِ الله يا أمِّي رحمةَ الأبرار.. ونوَّر مضجعكِ بِسَنيِّ الأنوار.. وحشركِ تحتَ لواء النبي المُختار.. وأدخلك الفردوس الأعلى منها تتفجر الأنهار..
(يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري..
رحمها الله ..
انا لله وانا اليه راجعون