الشيخ عمر القزابري يكتب: عَلَّمَتْنِي حَلَب
المشاهدات:
1٬644
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
السبت 07 ماي 2016
بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أحبابي الكرام:
علمتني حلب أننا نعيش تحت فِرْيَةٍ عظيمة اسمها حقوق الإنسان.
علمتني حلب أن أتفه شيء عند سادة الغاب هو الإنسان.
علمتني حلب أن الذين يتشدقون بحقوق الإنسان إنما هم مجرد خُوّان.
علمتني حلب أن مَحْرَقَة شَعْبٍ لا تَسْتَخْرِجُ مِن عالَم الزَّيْف سِوَى إِدانَةٍ في شَكْلِ إهانَةٍ فِي ثَوْبِ خِذْلان.
علمتني حلب أن صاحب الحق صار ظالما وأن الجَلاَّد هو المظلوم وأن لا مكان للإنسان.
علمتني حلب أن أكتم صرختي فإن الزمن زمن الكتمان.
علمتني حلب أن أَحْبِسَ دَمْعَتِي وأَمْنَعَ عَبْرَتِي وعبارتي فلا مكان لِلْبَيَان.
علمتني حلب أن عالم اليوم يعيش فيه أناس إنما هم بقايا إنسان.
علمتني حلب أن الدم درجات فدَمٌ مُقَدَّسٌ ودَمٌ مُسْتَباحٌ مُهَان .
علمتني حلب أن القتل والسفك أصبح هو العنوان.
علمتني حلب أن العرب أصبحوا أثرا بعد أن كانوا قصة تسير بها الركبان.
علمتني حلب أن لا حاجة للفهم في هذا الزمان.
علمتني حلب أن المسلمين اليوم في فوهة البركان.
علمتني حلب أن أعيش في الماضي عندما كان وكان.
علمتني حلب أن أقطع أملي من كل أحد إلا من الواحد الديان.
علمتني حلب أن سُعَارَ المَصْلَحَةِ أدخل الإنسان في سوق الربح والخسران.
علمتني حلب أن الأقنعة قد سقطت وأن الوجه الحقيقي انكشف وبان.
علمتني حلب أن هناك من هو مستعد لبيع ضميره بأبخس الأثمان.
علمتني حلب أن أتجرع المرارة وأشرب كؤوس الأحزان.
علمتني حلب أن كل ما يحدث قد أخبر عنه القرءان.
علمتني حلب أن شعار التسامح ليس له في دنيا الحقائق مكان.
علمتني حلب أن المسلمين في أعين العالم اليوم مجرد قُطْعَان .
علمتني حلب ومن قبلها بورما. والعراق وكذا الأفغان.
علمتني حلب أن العدل قد غاب وسقطت إبرة الميزان .
رحماك ربي. إنها أمة النبي سيد ولد عدنان..
رحماك ربي. سامح وتجاوز سيدي فنحن المسيئون وأنت الرحمان.
رحماك سيدي. ارفع عنا قيود الذل والهوان.
رحماك سيدي ردنا إليك حتى تعود لنا الكرامة ويعود الأمان.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. محبكم وحافظ عهدكم وودكم عمر بن أحمد القزابري.
آخر اﻷخبار
المؤمن قلبُه بذكر ربه معمور، وبالتمسك بشرعه مأمور.
سعيُه إلى الخير مشكور، وصبرُه على المقدور مأجور.
ذنبُه بالتوبة مغفور، ويوم العرض مستور.
المسكين في هذه الدار مغمور، وفي الآخرة حظه موفور.
والمظلوم يدعو وقلبه مكسور؛ إنه، لا محالة، منصور.
ومن كُتب عليه القتل، فهو بلقاء ربه مسرور.
الظالم سكرتْهُ الدنيا؛ فهو مخمور، وبقوته مغرور.
ظُلمُه في الذاكرة محفور، وفي الكتاب مسطور؛ ويوم القيامة منشور.
الظالم عمله مبتور، ويوم الجزاء بالسلاسل مجرور، وإلى جهنم محشور.