الشيخ عمر القزابري يكتب: وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءْ…!
هوية بريس – الشيخ عمر القزابري
بسم الله الرحمان الرحيم.. والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أحبابي الكرام:
جاء الخبر بتطاول اللئام على سيد الأنام.. فكان ذلك مُؤْذِنا بانكشاف الحقائق.. وانطفاء أضواء الزيْف.. وزادت الصورة اتِّضاحا.. وحقيقةُ القومِ افتضاحا..وتهاوتِ الشعاراتُ المتهالكة أصلا… وذلك حتى يستيقن الذين في قلوبهم شك ويزداد الذين آمنوا إيمانا…
أيها المسلمون: لقد قرر قرءاننا الكريم أن الرِّضى من أولئك مستحيل حتى يتحقق شرط الانصهارِ معهم.. والتماهي مع أفكارهم. واتباعِ ملتهم .فقال ربنا سبحانه وبحمده( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) وقال تعالى( قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ) وقال تعالى( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون..) صدق الله..ومن أصدق من الله قيلا…
أيها الأحباب: ماذا ينقم منا أعداء رسولنا صلى الله عليه وسلم..؟
هل ينقمون منا إلا أننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا..!!
هل ينقمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه دعا إلى عبادة الله وحده وأن لا يُشرَكَ به!!
وأنه دعا إلى تزكية النفوس بترغيبها في العبادات..وتنفيرها من المعاصي والمخالفات!!
وأنه صلى الله عليه وسلم دعا إلى مكارم الأخلاق..وحسن الجوار..وصلة الأرحام…وأنه صلى الله عليه وسلم دعا إلى البر بالوالدين والإحسان إليها خصوصا عند الكبر..لا أن يحملا إلى دور المسنين..كما هو شأن أغلب القوم..!!
وأنه دعا إلى الحرص على عدم اختلاط الأنساب..فلا زنى..ولا لواط..ولا شذوذ…وأنه دعا إلى العدل ومحاربة الظلم..وعدم استنزاف خيرات الأمم والشعوب…!!وأنه دعا إلى الأمانة والصدق والوفاء..والمروءة..والصبر..والحِلم..وأنه دعا إلى تعظيم أنبياء الله وتبجيلهم..بل قال له ربه جل وعلا بعد أن ذكر له مجموعة من الأنبياء( أولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده ) فلا إيمان عندنا لمن لم يؤمن بسيدنا موسى وسيدنا وعيسى عليهما السلام وسائر أنبياء الله ورسله..
لقد دعا صلى الله عليه وسلم إلى كل فضيلة..وحارب كل رذيلة..وشهد بخُلقه القريب والبعيد..والعدو والحبيب..بل شهد له الحي القيوم من فوق سبع سماوات( وإنك لعلى خلق عظيم ) فبالله عليكم هل يعادي صاحبَ هذه المبادئ عاقل؟ فمن يعاديه إذن؟
يعاديه الذي يقتات من الظلم..ويشرب من رجيع العُهر..يعاديه الزنيم الذي لا يُعرف له أصل..يعاديه الذي يريدها غابة..يأكل فيها القويُّ الضعيفْ..ويطأ فيها الضخمُ النحيفْ..يعاديه مصّاصوا الدماء..وقتلة الأبرياء..يعاديه الذين جعلوا الشذوذ والوسخ والعفن حقا يجب أن يصان..فلا ضير إذن معاشر المحبين..أن يكون هؤلاء هم الذين يعادون رسول الله صلى الله عليه وسلم…
هل يظن أولئك النَّوْكى أنهم بهذا يضرون رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
خابوا وخسروا..هيهات هيهات…أن تطفئ الأفواه الشمسَ في ضحاها..والقمرَ إذا تلاها..هيهات هيهات أن يؤثر على سير السحاب..نباح الكلاب…
والله الذي لا رب سواه إنَّ كل هذا لا يزيدنا إلا حبا وتعظيما وتوقيرا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..فموتوا بغيظكم..واشرَقوا بِرِيقِكم..وعودوا في رجيعكم…فلستم بضارِّين رسول الله صلى الله عليه وسلم..فهو في علياء مقامه..وأنتم في حضيضكم تسرحون..رؤوسكم إلى الأرض..فصيحوا حتى تبح حناجركم..وفكروا كيف تحاربونه حتى تتوقف عقولكم..وسخروا أموالكم وأبواقكم وعبيدكم…فإن الله ناصره..ومظهره..وكافيه..ورافعٌ ذكره وقدره..( أليس الله بكاف عبده ) ( من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده مايغيظ ) إنه الغيظ ياسادة..الغيظ من دخول غير المسلمين في الاسلام أفواجا..رغم محاولات ثني الداخلين..وإخراج المنتسبين إخراجا..وإرهاق المسلمين نهبا وسلبا وخَراجا..كل ذلك ودين الله الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ناشر رواقه..يستقبل كل يوم أفواج الداخلين..وسيموت هؤلاء والذين من بعدهم ووو..وسيبقى دين الله لا يزداد إلا ألقا وعبقا وإبهاجا..( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله.
سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون، فأحسن رد منا رعاكم الله.. هو مزيد اقتراب ..من سيدنا عظيم الجناب.. ومزيد إقبال على سنته.. وإحياء ملته.. ودراسة سيرته..وتسمية المواليد باسمه.. وتقوية الصلة به وبمنهجه…
فمن أراد أن يحمد السُّرى عند الصباح..فليَجِدَّ في المسير ولا يلتفت للنباح..
رسمت أصابع ملحدين أذلة/ نكراء عن كل المناكر جلّتِ..
أعمت ضغائن في الصدور عقولَهم/فتنكبت سبل الرشاد وضلّتِ.
حمقاء بادية العيوب بغيضةٌ/ ألقت إليَّ بدائها وانسلّتِ..
شاهت وجوهُ الشاتمين محمَّدا /وسُقُوا بكأس مهانةٍ ومذلةِ..
نفسي فداؤك والأنامُ جميعهم/ والكائنات لك الفداء وقلَّتِ..
ماضرّ سبُّ أراذلٍ مَن سلَّمَتْ/ شرفا عليه المُرسلات وصلتِ..
ماضر من بذَّ العوالم فضلُه/ عبث الأجَيذِمِ في وُريْقِ مَجلّةِ..
جملت بمولدك الحياة وأشرقت/ وبزينة الأخلاق منك تحلَّتِ…
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.