((نقل الحافظ ابن كثير رحمه الله في ديوانه التاريخي العظيم (البداية والنهاية) وقد طبع مؤخرا في الرياض محققا متقنا مخرج الأحاديث في 23 مجلدا ضخما بفهارس علمية مفصلة، عن الإمام أحمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه أنه قال: “إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء، فاتهمه على الإسلام”، وروى أبو بكر الخطيب البغدادي في كتابه الماتع “الكفاية في قوانين الرواية”، وفيه كفاية كاسمه لأصالته واعتماده الأسانيد في تأصيل القواعد وأصول الرواية والحديث عن أبي زرعة الرازي، من أساطين الرواية والحديث ونقد الرجال كأبي حاتم الرازي وقرينهما الإمام البخاري رضي الله عنهم، قال: “إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم ألوى وهم زنادقة”.
قلت:
تأملْ هاتين الكلمتين المنورتين لتدرك أن ما أشار إليه الإمامان، وقع تماما، فأطلت زندقة الروافض بوجهها الكالح منذ المائة الثانية، وجهد أعداء الله وأذناب ابن السوداء عبد الله بن سبأ اليهودي اليمني المتستر بالإسلام والتشيع في تجريح الصحابة وتكفيرهم إلى أن تحققت النتيجة الحتمية، وهي إبطال القرآن والسنة في دينهم اليهودي، فأعلنوا بالطعن على القرآن ، وزعموا من وحي إبليس لأئمتهم أن القرآن الصحيح السليم -وهو يزيد على قرآننا الماثل والمحفوظ بحفظ الله ثلاثة أضعاف، وفي رواية صحيحة عندهم أن مصحف فاطمة ليس فيه حرف واحد مما في مصحفنا، وهذه رواية مهمة جدا لفهم طبيعة قرينهم الذي هو من صنع أبالستهم- هو ما يسمى قرآن فاطمة الذي كتبه علي، وإنه عند إمامهم القائم المهدي المنتظر المختبئ في سردابه بسامراء، وهو شيء لا حقيقة له ولا وجود إلا في مخيلاتهم المريضة، أما السنة فأبطلوها ولم يقبلوا إلا ما روي عن طريق أئمتهم من آل البيت، وهو عمل بيد لوائح الوضع والصنعة ظاهرة عليه، والعجب ان الوضع ما زال مستمرا من علمائهم إلى الآن لأنهم يتعبدون الله بالكذب)).