“الصباح” تستهدف ثوابت الدين وتهاجم المغاربة الرافضين للمقررات التي “تمس بالمقدسات” و”تطبّع مع الإلحاد”

هوية بريس – عابد عبد المنعم

تحت عنوان “نص مدرسي يغضب متطرفين“، هاجمت يومية “الصباح” أولياء الأمور الذين استنكروا، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، مقررات دراسية مست بالمقدسات الدينية وطبّعت مع “نظرية التطور” الإلحادية.

وكتبت اليومية المثيرة للجدل أن “مقرر الاجتماعيات للمستوى الخامس ابتدائي، -أصبح- أكثر الكتب إزعاجا للمتطرفين، لأنه يحتوي على دروس تثير حفيظة بعض الإسلاميين، المعادين لقيم الحرية والعلمية والانفتاح على حضارات باقي الشعوب”، وأضافت بأن “نصا حول زواج القاصرات، اكتشفه المتطرفون أخيرا في المقرر، -أشعل- شرارة الغضب، وأخرجهم من جحورهم مرة أخری.. يهللون ويطلقون التهم ويكفرون واضعي هذا المقرر والوزارة المشرفة والدولة الراعية لهذا النص”.

ولم تكتف “الصباح” برمي ولاة أمور التلاميذ المستنكرين لمضامين المقررات المذكورة بالتكفير، بل عمدت أيضا إلى الطعن في ثاني مصدر من مصادر التشريع الإسلامي، مستهدفة السنة النبوية ونقلتَها.

حيث ادعت الصباح أن الأحاديث التي بين أيدينا هي “من أشخاص عاشوا بعد فترة حياة الرسول بقرنين أو أكثر، واعتمدوا فقط في النقل على الرواية” معتبرة أن “منهاجهم في البحث والجمع هو الثقة في الراوي، وهذه الأمور كلها، وفق الصباح، لا يمكن الاعتماد عليها، في مجال البحث العلمي المنهجي، لأنها محصورة في مجال الإيمانيات”.

لن نقف مع اتهام اليومية المذكورة حول السنة ونقلتها، لأن كلامها رجع صدى لمستشرقين أغبياء، فند طرحهم مستشرقون نزهاء، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن الجريدة لها أيديولوجية عدائية اتجاه الدين وشرائعه وشعائره، حيث استهدفت غير ما مرة صحيحي البخاري ومسلم، بل طعنت في القرآن الكريم وشككت في صحته.

بعد “البخاري” “الصباح” تطعن في القرآن الكريم وتشكك في صحته! (فيديو)

ونذكِّر بعجالة أن الصباح قد هاجمت أيضا صلاة التراويح ووصفتها بـ”الفوضى”، ونشرت في وقت سابق على صفحاتها أنه “لولا العاهرات لتطرطق جزء من المواطنين كبتا وكمدا ولأفلست قطاعات مهمة!”، وهي من طالبت أيضا المرأة بالتخلص من قبضة الدين لأنه يمنعها من “عرض مفاتنها” و”ممارسة الجنس”.

“الصباح”: لولا “العاهرات” لـ”تطرطق” جزء من المواطنين كبتا وكمدا ولأفلست قطاعات مهمة!!

هذا وعلق الدكتور يوسف فاوزي على منشور يومية “الصباح”، وتساءل على صفحته هل “الذي يغضب لدينه في هذا البلد أصبح (متطرفا)!

وأضاف أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير “يريد منا بنو غلمان السكوت والخنوع أمام (اعتدالهم) الفكري، بعد تدنيسهم لمقدساتنا الدينية ولمز رسولنا الصادق الأمين وعرضه الطاهر الشريف، واغتصابهم لعقول فلذات أكبادنا في المقررات والمناهج الدراسية في بلدنا الذي أجمعنا فيه على اختيارانا الدينية والوطنية، ورغم أنهم قلة قليلة شاذة فكريا، فمع ذلك تريد هذه الأقلية الشاذة تشويه عقيدة جيل المستقبل!

هذا هو (التنوير) و(الاعتدال) في فكر بني غلمان وهذا هو (التطرف) في فكر المسلم…

والله إنها السنن، لقد قالوا مثل ما قال آل لوط(المعتدلون) في حربهم ضد أتباعه (المتطرفين ): {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.اهـ

رئيس رابطة علماء المغرب العربي، د.الحسن الكتاني، علق على الموضوع بقوله “جريدة (الصباح) سيئة السمعة تدافع عن الباطل وتخوض بالجهل فيما ليس من شأنها”.

وتساءل في تدوينة على صفحته بالفيسبوك “ألم تقولوا إن الشأن الديني من اختصاص المجالس العلمية؟؟؟ فما بال كل جاهل نصب نفسه مفتيا؟؟؟

وبعد فإن ديننا خط أحمر غليظ وكل من نال منه فمن حقنا أن ننكر عليه، فكيف إذا جعل باطله منهجا يفسد به عقائد أبنائنا؟؟ إذن قد ارتقى مرتقى صعبا وتجاوز حده.