بعد الأرقام الصادمة.. المغرب يتحرك لإعادة الاعتبار للصحة النفسية
هوية بريس – متابعات
أكد وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، أن الصحة النفسية تمثل تحدياً أساسياً في المنظومة الصحية المغربية، بسبب الخصاص الكبير في الموارد البشرية المتخصّصة.
وأوضح الوزير، في جوابه على سؤال شفهي بمجلس النواب، أن عدد الأطباء النفسانيين لا يتجاوز 1.77 لكل 100 ألف نسمة، في حين توصي منظمة الصحة العالمية بمعدل لا يقل عن 10 أطباء لكل 100 ألف نسمة.
وأشار إلى أن هذا النقص لا يقتصر على الأطباء النفسانيين فحسب، بل يشمل أيضاً الأخصائيين النفسيين، والمساعدين الاجتماعيين، وأطر الدعم النفسي، مما يحدّ من قدرة المستشفيات والمراكز الصحية على تقديم خدمات متوازنة وشاملة، خصوصاً في المناطق النائية.
استراتيجية وطنية جديدة حتى عام 2030
وأعلن التهراوي أن الوزارة على وشك إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصحة النفسية 2030، والتي سيتم الكشف عنها خلال الأسابيع المقبلة.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية تندرج ضمن جهود إعادة هيكلة المنظومة الصحية، وتهدف إلى تعزيز التغطية وتكريس العدالة المجالية في الولوج إلى خدمات الصحة النفسية، بما يضمن تكافؤ الفرص بين المواطنين.
ركائز أساسية لإصلاح القطاع النفسي
وحسب الوزير، تقوم الاستراتيجية المرتقبة على ثلاثة محاور رئيسية:
-
تعزيز التكوين واستقطاب الكفاءات المتخصّصة في مجال الطب النفسي وعلم النفس التطبيقي.
-
وضع إطار قانوني ومؤسّساتي ينظّم المهنة ويحمي حقوق المرضى والمهنيين على حدّ سواء.
-
ضمان الولوج العادل والمتوازن لخدمات الصحة النفسية في مختلف جهات المملكة، مع التركيز على المناطق ذات الخصاص المزمن.
نحو عدالة مجالية واستجابة أفضل
وأكد التهراوي أن هذه الخطة ستُشكل نقطة تحول حقيقية في طريقة تقديم خدمات الصحة النفسية، من خلال تعزيز قدرات النظام الصحي على الاستجابة الفعّالة لحاجيات المواطنين في هذا المجال الحساس، الذي ظلّ لعقود في الهامش مقارنة ببقية التخصصات الطبية.
وشدّد على أن الوزارة ستعمل على تحسين ظروف العمل بالمراكز النفسية، وتوفير التجهيزات والأدوية الأساسية، إلى جانب إدماج مقاربة الصحة النفسية في السياسات الصحية الوطنية.
