الصديقي: “أنا ماركسي ومعظمكم لا يقرؤون الأفكار الكلاسيكية لماركس..”
هوية بريس – نبيل غزال
الأربعاء 20 يناير 2016
أوردت يومية (أخبار اليوم) في عددها الصادر اليوم الأربعاء 20 ينار 2016 أن وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي قدم خلال المنتدى الوطني للمشاريع والتشغيل مجموعة نصائح للطلبة المهندسين والخريجين الباحثين عن العمل.
ومن ضمن النصائح الذهبية التي قدمها وزير التشغيل للمهندسين الذي سيلجون سوق الشغل أن دعاهم إلى دخول عالم السياسة، وعدم التحول إلى تقنوقراط لا يهتمون بالمجتمع، كما حثهم على أن تكون ثقافتهم متنوعة وتشمل دراسة الفلسفة، وألا يبقوا مجرد تقنيين.
والمثير للاهتمام هو أن السيد الوزير؛ الذي اعترف في برنامج قفص الاتهام أنه لا زال يمارس هواية (السْريح) إلى وقتنا هذا، إلا أنه هذه المرة (كيسرح بنادم باش مايتوضرش ليه)، قال: “أنا ماركسي ومع الأسف معظمكم لا يقرؤون الأفكار الكلاسيكية لماركس وريكاردو وإنجلز”.
وأكد الصديقي على المهندسين أنه: “لا يمكن للمهندس أن يكون محايدا لأننا لسنا في المسجد، بل إن الإمام في المسجد بدوره يعبر عن قناعاته وليس محايدا”.
يظهر أن السيد الوزير لم يقم بعد بتحديث أفكاره الماركسية البالية القديمة، فلازال سي عبد السلام يحلم بـ(المادية الجدلية) -التي لا تعترف سوى بالمادة وتكفر بالغيب (الميتافيزيقا)-، وصراع الطبقات وعدد من القضايا المنتهية الصلاحية اليوم.
ففلسفة ماركس لا تقر إطلاقا بأن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان، وترى الصواب أن (الإنسان هو الذي خلق الله)!!! تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا، وتعتبر الدين خدعة للسيطرة على عقول المستضعفين، والعوامل الاقتصادية -في حسابهم- هي المحرك الأول للأفراد والجماعات…
فصعب جدا أن نتصور أن وزيرا في 2016 لازال يعيش بيننا بهذه الأفكار القديمة، ويحلم بمنظومات مادية أفل نجمها، وبادت دولها، وأكثر من ذلك فهو يوجه ويدعو شبابا يافعين إلى الرجوع إلى هذه المنظومة الإلحادية.
كنا ننتظر من السيد الوزير؛ بصفته وزيرا للتشغيل؛ أن يدل المهندسين على سبل الولوج إلى سوق الوظيفة والشغل، وما تنتظره الدولة من هذه الفئة، ويعرض عليهم نماذج ناجحة من المهندسين الذين استطاعوا أن يخلقوا الاستثناء ويقدموا إضافة نوعية لبلدهم سواء في القطاع العام أو الخاص، لا أن يقوم بالدعاية الأيديولوجية ويستغل منصبه السياسي للترويج لمنظومة بادت ولم يتبق منها سوى أطلال أفكار يبكي عليه الماركسيون والشيوعيون في كل مناسبة أتيحت لهم.
وماذا ننتظر من الشيوعيين والملحدين الذين صفق لهم بن زيدان وتعاون معهم هاهم بدأوا يعلنون عن أفكارهم البائدة أمام المجتمع وبدون حياء