الصراع بين الهند وباكستان والحرب على المسلمين

08 مايو 2025 17:00

هوية بريس – ادريس الكنبوري

عاد الصراع بين الهند وباكستان من جديد بعد استهداف الأولى للثانية أمس وقتل العشرات، وهو أحد الصراعات القديمة التي تعود إلى الأربعينات من القرن الماضي بعد انفصال باكستان عن الهند وسيطرة الأخيرة على ثلثي إقليم كشمير المسلم. ومنذ سنوات تسعى الهند إلى تغيير الوضع السكاني في الإقليم لصالح الهندوس من أجل القضاء على رغبة المسلمين في الاستقلال، وهي نفس السياسة التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين منذ الأربعينات أيضا، كما أن الهند من أقدم الدول التي ربطت علاقات قوية مع إسرائيل.

ويقود حزب بهاراتيا جاناتا المتطرف الحاكم خطة شاملة للقضاء على المسلمين في الهند منذ عقود، حيث شكل مليشيات لقتل المسلمين وتهجيرهم من بيوتهم، ووضع سياسة لخنق المسلمين اقتصاديا وعزلهم بالدعوة إلى عدم التعامل مع المتاجر التي يسيرها مسلمون، وقام رئيس الوزراء مودي قبل سنوات بهدم أكبر مسجد وبناء أضخم معبد هندوسي في مكانه.

ويقف الغرب إلى جانب الهند في صراعه ضد باكستان، وفي نهاية الثمانينات عندما صنعت باكستان أول قنبلة نووية بدأ الغرب يتحدث عما سماه القنبلة النووية الإسلامية Bombe atomique islamique، وانتشر هذا الوصف في الصحف الأوروبية والأمريكية. فما إن صنعت دولة مسلمة قنبلة نووية حتى دخل الدين في العلم، لكي يفهم المغفلون أسباب التخلف في العالم الإسلامي وأن السبب ليس الدين أو العقل العربي أو التراث، بل الغرب المسيحي، فالقنبلة النووية الإسرائيلية ليست يهودية والقنابل الأمريكية ليست نصرانية والسلاح الصيني ليس كونفوشيوسيا والقنبلة الهندية ليست هندوسية، لكن القنبلة الباكستانية مسلمة تصوم وتصلي وتذبح الأضحية.

ويمثل صعود التطرف الهندوسي وجها من وجوه صعود التطرف الديني والقومي في العالم في هذا القرن، وسيكون المستقبل القريب مستقبل الصراع الديني والقومي شاء من شاء وأبى من أبى، وسيكون الإسلام هو المحور. فإسرائيل وضعت قانون الدولة القومية اليهودية، واليمين الأوروبي المتطرف في صعود ونجاح مستمر، وأمريكا اختارت شعار أمريكا أولا وتخلت عن أوروبا، والهند تحولت إلى القومية الهندوسية، وروسيا عادت إلى تاريخها القومي والديني بعد سبعين عاما من الشيوعية ورجعت إلى الأرثوذكسية، والصين قومية منذ قرون وهي ثمن سكان العالم، وإيران فخورة بفارسيتها.

والصراع اليوم في العالم كله يدور حول الإسلام، فأشهر المواضيع في الإعلام الأوروبي اليوم هي الحجاب واللحم الحلال والنقاب، وعبارة الإرهاب الإسلامي على رأس العبارات التي تتكرر في الإعلام العالمي بعد كلمة “أمريكا”، والحرب العالمية الثالثة تدور كلها حول حركة اسمها حماس. ولكن العرب لديهم أيضا قومياتهم، فهناك القومية الإسرائيلية والقومية العلمانية والقومية الحاكمة والقومية المسكينة.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
14°
19°
السبت
19°
أحد
19°
الإثنين
20°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة