أكدت تقارير صحافية وإعلامية أن الصراعات على السلطة وخلافة الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة في الحكم قد ظهرت إلى العلن من خلال التراشق الإعلامي بين كل من زعيم الأغلبية عمار سعداني، أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني، وأحمد أويحيى، مدير الديوان الرئاسي وأمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي.
وأوضحت صحيفة “القدس العربي” أن الصراع الصامت بين الشخصيتين البارزتين قد خرجت من سرايا القصر إلى العلن ولم تعد مقتصرة على الانتقادات المبطنة أو على التلميحات والرسائل المشفرة من الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات عمار سعداني، لأحد المواقع الجزائرية، التي قال فيها إن “أويحيى” غير صادق مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وإنه يعمل من أجل هدف واحد وهو الترشح لرئاسة الجمهورية سنة 2019، مطالباً إياه بالاستقالة من منصبه كمدير للديوان الرئاسي.
وقام زعيم الأغلبية بشن هجوم شديد على غريمه أويحيى بخصوص الخيارات الاقتصادية التي اتبعها لما كان رئيساً للحكومة قبل وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم، مع العلم أن أويحيى تولى رئاسة الحكومة مرتين في عهد الرئيس بوتفليقة، ومرة رئاسة الوزراء، مؤكداً على أن الأخطاء التي ارتكبها أويحيى في التسيير كانت لها آثار وخيمة على الاقتصاد الجزائري، لا سيما سياسة بيع المؤسسات التابعة للدولة بالدينار الرمزي، وتفكيك النسيج الصناعي.
ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات سعداني تأتي عشية المهرجان الضخم الذي يريد حزب الأغلبية تنظيمه لدعم “بوتفليقة”، موضحة أن المراقبون لا يستبعدون أن تكون هذه “النيران الصديقة” جزءاً من سياسة تحويل الأنظار عن مؤتمر المعارضة، خاصة وأن الصراع « الظاهر» بين الرجلين مستمر منذ أشهر طويلة، من دون أن يتمكن أحدهما من هزم الآخر، لأن الحكم «يرفض» التدخل لحسم الجولات المستمرة والمتعاقبة بينهما.
وأكد المراقبون للأحداث أن تفجر الصراع بين الرجلين ووصوله إلى هذا المستوى، دليل على أن الأمور ليست على ما يرام على مستوى القمة، وأن صراع أويحيى ـ سعداني هو ترجمة لصراع أكبر منهما على مستوى صناعة القرار بخصوص الخلافة، علما أنه حتى وإن تم تحييد جهاز الاستخبارات وقائده السابق الفريق محمد مدين المعروف باسم الجنرال توفيق، إلا أن ذلك لم يمنع من انطلاق تنافس تحول إلى صراع بين أفراد الفريق الواحد حول من يقرر بشأن المستقبل، ومن يرسم خريطة طريق المرحلة المقبلة.