الصفقات والوعود.. إلى أين تقود؟!
هوية بريس – إلياس طلحة
بعد كل ما عشناه و تعارفنا عليه بشأن المنتخبين و البرلمانيين، صارت لدينا مسلمة حول هؤلاء باعتبارهم يتفوهون فقط بالوعود الزائفة و الأكاذيب الملفقة بعناية، و لا يمكن لأي أحد أن يلومنا على تداول هذه المسلمة، لدرجة أننا إن أردنا التهكم على زميل لنا معروف بالمراوغة و اللف و الدوران نقول له أنت مشروع برلماني بامتياز، و لكن هل سيستمر الوضع هكذا إلى ما لانهاية؟
إن هذا الأمر يحتم علينا أن نحكم أحكاما مسبقة على أي مسؤول كيف ما كان نوعه، فهو مجرد بوق مزعج يردد الوعود و ينشر آمالا لن تتحقق… و عندما نعود إلى الندوة الأخيرة التي عقدها السيد الحاج محمد السيمو رئيس المجلس الجماعي لمدينتنا القصر الكبير بتاريخ 2017/7/3 والتي كان موضوعها عرض حول المشاريع المنجزة لفائدة ساكنة القصر الكبير فهي لا تخرج عن هذا السياق خاصة عندما نقرأ التعليقات التي تعتبر كل ما قيل في الندوة كلاما فارغا كسابقه، دون أن نتوقف لدراسة ما قيل حقا في هذه الندوة، إضافة إلى أن المداخلات أنصبت جلها و إن لم نقل كلها في هذا السياق، رغم ما قدمه الرئيس من أدلة ملموسة حول ما حققه المجلس و ما ينوي تحقيقه من خلال هذه السلسلة من الصفقات و المشاريع، فهذه الأخيرة تستهدف إعادة الهيكلة من خلال التركيز على البنية التحتية وغير ذلك مما جاء في العرض.
فمن خلال مشاهدتنا للعرض الأولي الذي اختصر لنا هذه المشاريع و مبالغ كل صفقة على حدة ناهيكم عن مصادر التمويل عبر تلكم المبيانات و الخطاطات، لحد الآن يبدو العرض كله مبتذلا و عاديا جدا لأن الاختلاف سيكمن في مدى التزام المجلس بتنفيذ هذه المشاريع و نقلها من شاشة الحاسوب إلى أرض الواقع، ثم إن كلمة الرئيس التي جاءت مباشرة بعد العرض تم التركيز فيها على بعض المشاريع التي تم إغفالها و ضرورة إنزال هذا العرض أمام الإعلام لكي يصل إلى الساكنة، لينتقل الرئيس إلى الرد على بعض الانتقادات التي شككت بمصداقية الصفقات حيث ربطت المصداقية بضرورة وجود صبغة قانونية تؤطر المشاريع و الحرص على تحقيق هذه الصبغة علاوة على مرور اثنتي عشرة سنة دون تحقق أدنى تطور بالنسبة إلى مدينتنا (البنية التحتية) على الأقل والضرورية جدا التي لم تستطيع أغلبية اثنتي عشرة سنة من التسيير والتي تمثل المعارضة الآن من تحقيقها للساكنة…
لقد اعتدنا الكلام عن المشاريع و الصفقات حتى صار الأمر مبتذلا، لكن يحق لنا التساؤل عن مدى مصداقية هذا العرض الأخير و عن إمكانية تحقيق تحول جذري فيما عهدناه من كلام يبقى حبرا على الورق فإن أردنا حقا التحقق يمكننا رصد التطور الذي لحق المدينة و مقارنة بما تم إنجازه في السنتين المنصرمتين بالاثني عشرة سنة التي مضت و لم تسفر عن اي شيء يذكر و كما ذكرت فآنه يحق لنا التشكيك و طرح التساؤل حول مصير هذه المشاريع و الصفقات فمن جانب آخر نرى أن بعض الصفقات بدأت تنزل إلى أرض الواقع، مما يبعث في أنفسنا بعضا من الطمأنينة إلا أن الطمأنينة الكلية لن نحس بها إلا بعد رؤية هذه المشاريع انتقلت من حيز التخطيط والدراسات إلى حيز التطبيق و الإنجاز وهذا مانتمناااااه
وختاما فما يسعنا إلا التركيز على مسألة التفاؤل فهناك بصيص أمل يلوح في الأفق فكل ما نتمناه هو الأفضل لمدينتنا فهو بيت للقصيد من هذا الكلام ككل سائلين الله عزوجل التوفيق والإزدهار والأمن والسلام لمدينتنا.