الصلاة في المدارس المغربية.. وعود الوزير لم تُترجم على أرض الواقع!

الصلاة في المدارس المغربية.. وعود الوزير لم تُترجم على أرض الواقع!
هوية بريس – متابعات
بعد مرور أسابيع على الجدل الذي أثاره تصريح وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، بشأن تنظيم الصلاة داخل المؤسسات التعليمية، ما يزال الوضع في العديد من المدارس المغربية على حاله، دون أي تفعيل فعلي للتوجيهات أو الوعود التي قدمها الوزير بشأن ضمان حق التلاميذ في أداء الصلاة داخل فضاءات لائقة وآمنة.
وكان الوزير محمد سعد برادة قد أكد في تصريح رسمي أن الوزارة “لا تمنع الصلاة داخل المؤسسات التعليمية”، مضيفا أن الهدف هو تنظيم العملية بما يضمن احترام الزمن المدرسي وصون حرية الممارسة الدينية في إطار تربوي منضبط. غير أن هذا التصريح لم يُترجم على أرض الواقع في أغلب المؤسسات، وفق ما رصدته مصادر تربوية وميدانية.
ففي عدد من المدارس الإعدادية والثانويات (العامة والخاصة)، ما زال التلاميذ يُمنعون من الصلاة في أوقات محددة بدعوى غياب الفضاء المناسب، بينما يضطر آخرون إلى أداء صلاتهم في الساحات أو الممرات أو خلف الطاولات بالأقسام، وسط استياء أولياء الأمور الذين يرون أن المسألة لا تتعلق فقط بتدبير الفضاء، بل بموقف مبدئي من الهوية الدينية داخل المدرسة المغربية.
نقابات تعليمية وجمعيات آباء وأمهات التلاميذ عبرت عن قلقها من “التناقض بين خطاب الوزير والواقع الميداني”، داعية إلى إصدار مذكرة واضحة تنظم العملية بشكل رسمي وتُلزم الإدارات التعليمية بتخصيص فضاءات نظيفة ومؤمنة لأداء الصلاة، خاصة في فترات الظهر والعصر التي تتزامن مع الزمن المدرسي.
ويرى مراقبون أن تأخر الوزارة في الحسم بهذا الملف يزيد من حالة التوتر بين مكونات الأسرة التعليمية، خصوصا في ظل تصاعد النقاش المجتمعي حول القيم والهوية داخل المدرسة العمومية، وضرورة احترام التوازن بين مقتضيات التمدرس وحق المتعلمين في ممارسة شعائرهم الدينية.
وبينما يترقب الرأي العام إصدار توضيحات جديدة أو إجراءات عملية من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يبقى مشهد التلاميذ يصلّون في الساحات المفتوحة، إن سمح لهم بذلك، رمزا لاستمرار التناقض بين الخطاب الرسمي والواقع المعيش في المدرسة المغربية.



