الصمدي: تأملات في علاقة التواصل بالإحسان
هوية بريس – د.خالد الصمدي
تأملت في قول الله تعالى على لسان نبي الله سليمان عليه السلام في سورة النمل “يأيها الناس علمنا منطق الطير“، فعبر سبحانه بكلمة “علمنا” فظهر من ذلك إمكانية تعلم الإنسان لغة الحيوان، وربما يصل الإنسان بالبحث العلمي إلى فك شفرة هذا التواصل لتنفتح العملية التواصلية والتعليمية التعلمية وتبادل التجارب والخبرات على أمم أخرى، لتحقيق صور سامية من الإحسان.
وتطبيقا لذلك، تواصل سليمان عليه السلام مع نملة وترجمة كلامها لمن معه، فأنقذ الله بذلك الملايين من أمة النمل من كارثة سحق الجند فكان التواصل منقذا لها وبابا من أبواب الإحسان.
ثم تواصل الهدهد مع سليمان عليه السلام، فذكر الحقيقة فنجا من التعذيب والذبح، بعد أن برر غيابه بالتواصل بينه وبين سليمان.
ثم كان تعلم كلب الصيد من الإنسان مدخلا لضمان طهارة الصيد وأكله فكان ذلك من الإحسان إلى الإنسان في جودة طعامه وحفظ صحته.
ثم تعلم الإنسان من الغراب فكان ذلك سببا في الإحسان إلى جثة الإنسان الميت وإكرامه بدفنه في بداية الزمان.
قضايا في القرآن الكريم عن عملية التواصل والترجمة والتعلم والتعليم بين الانسان ومخلوقات أخرى من غير جنسه مما يدخل في دائرة الممكنات، لتشكل صورا من صور الإحسان المتعدد الألوان.
إنها عملية تعليمية تعلمية بطعم مختلف، لتطوير الخبرات وتحقيق الإحسان في التعامل مع الأكوان.
فإذا كان هذا التواصل ممكنا بما يحقق من أعلى درجات الإحسان، فما بال الإنسان لا يتواصل مع أخيه الإنسان؟