الصمدي: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين

13 يوليو 2024 01:02

هوية بريس – د.خالد الصمدي

قبل عشر سنوات اشتغل أكثر من 190 عضوا من الخبراء في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي على إعداد الرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030، بعد مشاورات جهوية ووطنية موسعة، وكان موضوع القيم الدينية والوطنية ومواصفات المتعلم المغربي في صلب النقاش العمومي وفي عمق هذه الرؤية.

واشتغل بعد ذلك فريق يضم كل القطاعات الحكومية ومؤسسة البرلمان بغرفتيه على تحويل هذه الرؤية إلى القانون الإطار 51-17 وفي مقدمته باب خاص بالمبادى والمرجعيات والقيم الدينية والوطنية، ومواصفات المتعلم والقيم التي ينبغي أن يتشبع بها وفي مقدمتها قيم الانصاف والحوار وقبول الاختلاف.

وكان فريق خاص بالمجلس الأعلى قد اشتغل سنة 2017 على إعداد تقرير خاص بالقيم في منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي بعد نقاش مستفيض ضم مختلف الحساسيات الفكرية والثقافية والتربوية، ونشر على أوسع نطاق وشرع في تنفيذ مقتضياته في مختلف مكونات المنظومة، خاصة في مراجعة وتأليف الكتب المدرسية وفي التكوين الاساسي والمستثمر للمدرسين والمدرسات، نظرا لأهمية الموضوع ورهنيته وحساسيته.

ثم أوكل هذا القانون مسؤولية بناء وتقييم البرامج والمناهج إلى اللجنة الدائمة للبرامج والمناهج كلجنة مستقلة تضم عددا من الخبراء تم تنصيبها وشرعت في أداء مهامها.

وكانت قبل ذلك لجنة خاصة قد تكلفت بناء على توجيهات أمير المؤمنين سنة 2016 قد تكلفت بمراجعة برامج ومناهج التعليم الديني بمختلف مكوناته تحت إشراف المجلس العلمي الأعلى، وسهرت على تدقيق ومراجعة المفاهيم ذات الصلة بالقيم في المنظومة التربوية بمختلف مكوناتها وكتبها المدرسية، وتكوين مدرسيها.

كما أنجزت مراكز البحث المتخصصة بالجامعات والمراكز العليا عشرات الاطروحات الجامعية في موضوع القيم في المنظومة التربوية المغربية انتهت إلى خلاصات استثمرت في التقييم والتطوير في الخطاب والممارسة.

وبذلك تكون المنظومة التربوية المغربية قد راكمت تجربة غنية جعلت منها منظومة متمسكة بثوابت الأمة الجامعة، منفتحة بتوازن على التجارب الإنسانية النافعة، ممانعة من الانزلاق نحو التحديات والاهتزازات التي تصيب منظومة القيم والتي حذر منها جلالة الملك.

ثم جاء بعد ذلك بعض من لم نقرأ له يوما مقالا صحفيا فبالأحرى أن يكون علميا في بناء المناهج وتقييمها، ولا في القيم ومرجعيتها، ليستغل كما هي العادة فضاء للنقاش العمومي الذي فتحته مؤسسة علمية محترمة هذا الاسبوع ، ليمحو بجرة قلم وفي خرجة من خرجاته المعهودة التي لا تنبني على أي أساس علمي كل المجهودات سالفة الذكر، معلنا على أنه معتكف في محراب تقييم البرامج والمناهج المغربية وأنه يثبت العكس لأنه يجري مسحا كل أربع أو خمس سنوات على هذه المناهج ليجدها -بكل جزم وقطع- خالية من التربية على قيم الاختلاف والحوار وقبول الآخر، وأنه يدعو الجهات المعنية إلى تأخذ ما يقول محمل الجد فهو نذير يدق ناقوس الخطر، وكأن كلامه يتجاوز كل المؤسسات والجهود العلمية والمؤسساتية والتقارير والأبحاث العلمية سالفة الذكر.

سيظل هذا الكلام مجرد زعم ما لم ينشر صاحبه للرأي العام تقارير حصيلة تقييمه التي تحدث عنها أمام الملأ في إطار الحوار وقبول الاختلاف وتبادل التجارب والخبرات، لنستفيد منها ونناقشه في منهجها ومضامينها، ونعرف المجلات العلمية المحكمة التي أصدرتها حتى تكون مرجعا للدارسين والطلبة الباحثين والمهتمين في موضوع القيم في المنظومة التربوية المغربية،
ما سوى ذلك لن يكون هذا الكلام مرة أخرى الا خوار عجل في بئر ما له من قرار، بعيدا عن أي أساس علمي قوامه الاختلاف والإنصاف والحوار.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M