الصمدي يعلق على طريقة “QCM” التي اعتمدت في مباراة المحاماة

04 يناير 2023 13:10

هوية بريس- متابعة

قال الباحث الأكاديمي والوزير السابق خالد الصمدي: “وأنا أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان لا زلت أذكر أننا كنا نستقبل آلاف الترشيحات لاجتياز مباراة الولوج إلى هذه المدرسة ، وتتجند الجهات المنظمة لذلك قبل شهور لتلقي الطلبات وفرزها وضبطها، وتعقد الاجتماعات المتعددة والمتتالية لتدقيق كل الجوانب التنظيمية ذات الصلة بأماكن اجتياز المباراة وتنظيم الحراسة ، حيث كانت تتوقف الدراسة في ثلاث مؤسسات جامعية بمدينة تطوان ، وهي المدرسة العليا للأساتذة وكلية أصول الدين وكلية الآداب، للتفرغ لاحتضان هذا العدد الهائل من المترشحين القادمين من كل أنحاء المغرب”.

وأضاف الصمدي في تدوينة على حسابه ب”فيسبوك”: “كانت الاسئلة تستهدف قياس الكفايات العلمية والمنهجية واللغوية للمترشحين حرصا على التقييم الموضوعي”.

وزاد: “ولمزيد من الضبط والاحتياط أذكر أنني كنت أطوف على كل المدرجات كمسؤول عن شعبة الدراسات الإسلامية لأضع خاتم الشعبة وتوقيعي الشخصي عند آخر فقرة يكتبها المترشح وهو يسلم ورقته للجنة الحراسة حتى لا تتغير الورقة أثناء عملية التصحيح”.

وتابع ذات المتحدث: “وكانت عملية التصحيح التي تبدأ مباشرة بعد حجب أسماء المترشحين تستغرق منا أكثر من نصف شهر وتتم داخل المؤسسة تحت إشراف الإدارة ، ولم يكن يسمح لنا بحمل أوراق الاختبار إلى خارجها”، مؤكدا: “وحرصا على التقييم الموضوعي كنا نعتمد التصحيح المزدوج لنفس الورقة من طرف أستاذين فإذا ما كان الفرق بين التصحيحين أكثر من أربع نقط عرضت الورقة على أستاذ آخر للتصحيح الثالث”.

وأشار إلى أن “كل هذه الإجراءات الإدارية والعلمية الصارمة التي يحرص الجميع على التقيد بها كان الهدف منها صيانة منسوب الثقة والموضوعية والسمعة التي تتميز بها مباريات الولوج إلى المدارس العليا للأساتذة، و الحرص على تكافؤ الفرص بين المترشحين وحماية حقوقهم، لأن الأمر يتعلق بمسؤولية عظمى، وبمناصب مالية ينبغي أن تمنح باستحقاق، ونحمد الله على هذا المسار ونحن اليوم مرتاحوا الضمير ، لا نحمل فوق كاهلنا مظلمة لأحد ، والحمد لله رب العالمين”.

وأردف قائلا: “حتى إذا دخلت التكنولوجيا على الخط وأسلمت لها الأمور بزعم الحرص على التسريع وربح الوقت والزمن ، غابت كل هذه الاجواء ، وغابت عن مواضيع المباريات في حقول التربية والعلوم الإنسانية والاجتماعية أسئلة التحليل والتركيب والاستنتاج، وإبداء الرأي والتعليل والاستدلال وغيرها من المهارات العليا التي تتمايز فيها الكفاءات والقدرات ، وعلى أساسها تكون التقييمات”.

وتابع الصمدي: “وحلت محلها اختبارات الحظ QCM , (كوكوت مينوت) اسئلة اختيار من متعدد من الأجوبة الجاهزة ، يتم تصحيحها آليا في أقل من ساعات لتعلن نتائج لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ، نتائح يسهل التلاعب بها والغش فيها بنقرة زر ، أسئلة لا تقيم كفاءة ولا تكشف عن مهارة بعبارة ولا بإشارة”.

ثم قال: “لقد اعتمدت هذه الطريقة في مباريات التعليم وحذرنا منها ومن انعكاساتها ، واعتمدت اليوم في الولوج إلى مهنة المحاماة وغدا يمكن أن تعتمد في مهن أخرى مشابهة”.

وأكد: “طريقة تشجع على الفوضى يصعب ضبطها ولا تزيد إلا في إضعاف منسوب الثقة في هذه المباريات برمتها ، طريقة تخلف مزيدا من الإحباط للجميع سواء كانوا مكلفين بإدارة هذه المباريات أو مترشحين ، طريقة تفتح باب التلاعب لعديمي الضمير وسباقا محموما الى خط الوصول بين المقربين والمحظوظين”.

وختم تدوينته بالقول: “إن رأس مال كل مباراة هو منسوب الثقة في طريقة التقييم التي تضمن تكافؤ الفرص بين الجميع، فلا تهدموا هذه الثقة بإجراءات خرقاء بزعم ربح الوقت و ضغط الزمن، إنكم بذلك تهدمون الثقة في وطن برمته، وهذه الثقة لا تقدر بثمن”.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M