الصمدي يكتب: الأضحية والأسئلة المسكوت عنها

05 يونيو 2024 10:41
الصمدي يتحدث عن مستجدات ملف طلبة الطب

هوية بريس- خالد الصمدي

استمعت إلى حوار عبر الإذاعة الوطنية حول شعيرة أضحية العيد شارك فيه جمع من الاعلاميين ليس بينهم عالم دين ولا عالم اجتماع أو اقتصاد أو ثقافة او طبيب أو مسؤول ترابي ، فصدمت لعدد الاخطاء المرتكبة في الآيات القرآنية وفي الآراء الشرعية، بالإضافة إلى تناول قضايا فرعية والسكوت عن الاسئلة الحقيقية.

فمن المفيد جدا أن يناقش الموضوع من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية وما يرتبط بها من العادات والتقاليد التي لا علاقة لها بالدين، والجوانب التنظيمية لهذه الشعيرة صبيحة العيد ، ففي ذلك فائدة كبيرة للمستمعين والمشاهدين لكن حبذا أن يكون الحضور متنوعا وبينهم عالم واحد من أعضاء المجالس العلمية أو أستاذ لمادة التربية الاسلامية، لتفادي الاخطاء الشرعية واللغوية ، ومقاربة الموضوع من زوايا مختلفة.

وعوض التوجه الى الاسئلة الكلاسيكية كان على مثل هذه الحلقات أن تناقش المسكوت عنه في مثل هذه المناسبة وهذا الموضوع وأهمها :

– سؤال الحرص على الأضحية في غياب الحرص على الصلاة، فلا أضحية بلا صلاة،
– سؤال الاقتراض بالربا أو بدونه لتوفير ثمن الأضحية بالنسبة للمعسر وما في ذلك من مخالفات شرعية،
– سؤال الرياء والتفاخر بين الجيران في الأضحية المفسد لأجر و ثواب الاضحية،
– سؤال الاحتكار واستغلال هذه المناسبة الدينية من طرف البعض لسلخ جلد المواطن قبل سلخ جلد الأضحية ، والاجراءات التي تحول دون ذلك ،
– سؤال توفير الجماعات الترابية للظروف المناسبة لأداء هذه الشعيرة في أحسن الظروف مع المحافظة على البيئة والصحة قبل العيد ويومه وبعده،
– إسقاط كثير من الاغنياء لهذه السنة المؤكدة بدعوى أنها عادة، وذهابهم لقضاء العيد في الفنادق الفاخرة التي أصبحت تنظم بالمناسبة حفلات هي أقرب الى الحفلات والأعراس منها الى شعيرة العيد ،

تلكم وغيرها أسئلة مسكوت عنها تغيب عن هذه البرامج الإعلامية ويحضر بدلها الحديث عن استيراد الاضاحي وثمن الأضحية وأزمة السوق ، والشناقة في الاسواق وغيرها مما يتعلق بالجانب المادي الصرف للأضحية التي يشكل ضيقا وحرجا وتعبا لعموم المواطنين ، عوض العمل على رفع منسوب الوعي بغايات هذه الشعيرة ومقاصدها النبيلة والوعي بالبيئي والصحي فيها ، وقيم صلة الرحم والتضامن بهذه المناسبة ، وأهمية الالتفات إلى دور الايتام والرعاية الاجتماعية والمرضى والعجزة ،أيام العيد وبعده.

إن أضحية العيد من شعائر الله فعظموها ولا تهينوها، “فمن يعظم شعاىر الله فإنها من تقوى القلوب” ، قبل تكلفة الجيوب،

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M