الصمدي يكتب: مجرد سؤال
هوية بريس – خالد الصمدي
وأنا أستمع الى تقارير القنوات الوطنية الرسمية والمواقع الالكترونية المعروفة وآراء الخبراء المحللين ضيوف النشرات الإخبارية والبرامج والروبورتاجات التحليلية بمناسبة زيارة الرئيس ماكرون الى بلدنا بما في ذلك آراء بعض “المحللين والخبراء” الذين تحولوا فجأة 180 درجة.
أجدها تتحدث بالارقام والصور عن التطورات الكبرى التي حققها المغرب في العشرية الأخيرة 2011-2024 في المجالات الاستراتيجية الكبرى كالطاقات المتجددة والاقتصاد الاخضر وصناعة السيارات والطائرات واللوجستيك والبنيات والتجهيزات على مستوى الشبكة الطرقية والسكك الحديدية والموانئ والمطارات و إدماج التكنولوجيات الحديثة في مختلف المجالات، وتطوير التعليم العالي والبحث العلمي لتكوين الأطر المؤهلة من خبراء ومهندسين وتقنيين، والمنشآت الطبية الجامعية الكبرى في معظم جهات المملكة وتشجيع الاستثمار لخلق فرص الشغل وغيرها من الانجازات المهيكلة والتي تطلبت تعئة موارد مالية وبشرية ولوجستيكية ومؤسساتية وإدارية وقانونية ضخمة على مر سنوات حتى أصبحت بلادنا وجهة استقطاب
ومعظم هذه الربورتاجات يظهر فيها وزراء ومدراء سابقون يقدمون هذه المشاريع الى جلالة الملك ويشرفون على إنجازها ثم يرافقونه في تدشينها وإعطاء انطلاقة عملها.
مما جعلني أتساءل عن أي عشارية سوداء فارغة تلك التي ما فتأ رئيس الحكومة وبعض “خبرائه ومحلليه ” يتحدثون عنها، حتى أدمنوا عليها في تصريحاتهم تحت قبة البرلمان وفي وسائل الإعلام مدة طويلة قبل هذه الزيارة دون أن يشعروا أنهم بذلك إنما يسيؤون إلى بلدهم إساءة واضحة؟
وما الذي حصل بين عشية وضحاها حتى أصبح الجميع يعترفون بمناسبة هذه الزيارة بأن إنجازات المغرب تراكمت بهدوء في مختلف تلكم المجالات خلال العشرية الأخيرة وذلك بتظافر جهود مختلف الفاعلين حتى أصبح بحمد الله بلدا محوريا في الاقتصاد الافريقي وفي العلاقات الدولية ،رغم الاكراهات والصعوبات؟
فشيء من التروي والتحلي بفضيلة الاعتراف، سواء قبل الزيارة او أثناءها أو بعدها، فالحدث عابر، ووحده التقييم الموضوعي هو باب البناء، والتسرع والتلون إنما يجلب البلاء.
وسبحان مبدل الأقوال قبل الأحوال.