الصورة المثيرة.. هل أغضَب بايتاس الصحفيين؟

هوية بريس- متابعات
أظهرت صورة ملتقطة عن آخر ندوة صحفية للناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، كراسي فارغة في هذه الندوة التي يفترض أن تكتظ بالصحفيين المكلفين بمواكبة أشغالها.
وفضل الكثير من الصحفيين في الآونة الأخيرة، العدول عن حضور هذه الندوة الأسبوعية، منتقدين لغة الخشب التي يتحدث بها الناطق الرسمي للحكومة، وهو يتفاعل مع الأسئلة الموجهة إليه.
وفي هذا الصدد، قالت الصحفية خديجة علي موسى “مع انتشار صورة الكراسي “الفارغة” (من زاوية مضللة)، في إحدى الندوات الأسبوعية للناطق الرسمي باسم الحكومة، أثير نقاش حول أسباب ضعف الحضور الإعلامي في مثل هذه المناسبات.هذا الوضع في رأيي، يعزى إلى أسباب تتجاوز طبيعة مضمون الندوة أو أي شكل من أشكال المقاطعة (الصحافي في إطار ممارسته لمهنته لا يقاطع هذا النشاط أو ذاك، بل الأمر يعود للمؤسسة التي يعمل بها)”.
وأوضحت علي موسى “من خلال تجربتي المتواضعة ومتابعتي لهذه الندوات خلال الحكومات السابقة، يمكن تلخيص أسباب قلة الحضور إلى ما يلي:
أولا: في السابق كان قطاع الاتصال، التواصل حاليا، تحت وصاية الناطق الرسمي باسم الحكومة، وكان أطر إدارة هذا القطاع، بما يملكون من مهنية عالية وخبرات واسعة، يتولون الإعداد للندوة الأسبوعية بعناية كبيرة، فلم يكن الأمر يقتصر على مجرد دعوات روتينية، بل يشمل تواصلا هاتفيا فعالا مع مختلف المنابر الإعلامية للتعبئة وضمان حضور واسع.
أعتقد أن غياب هذا الدور حاليا كان له الأثر على نسبة الحضور.
ثانيا: على عكس ما كان عليه الحال سابقا، أصبحت الندوات الحالية تقتصر على الصحافيين فقط، دون المصورين الصحفيين العاملين بالمواقع الإلكترونية الذين كانوا جزءا لا يتجزأ من الحاضرين.
ورغم صعوبة تحقيق ذلك حاليا بسبب الفوضى التي قد تحدثها كثرة “الميكروفونات”، إلا أن حضور المصورين الصحفيين في السابق كان له دور بارز في رفع نسبة الحضور.
ثالثا: من بين العوامل التي ساهمت في تراجع الحضور هو عدم ظهور الصحافيين أثناء طرحهم للأسئلة في الندوة المباشرة.
في ظل هذا الوضع، أعتقد أن الندوة باتت تفتقر إلى المعنى الحقيقي للتفاعل البصري، حيث يسمع صوت الصحافي فقط دون أن يظهر حضوره.
رابعا: يلاحظ أن البث المباشر للندوات الصحفية له تأثير على نسبة الحضور الفعلي للصحافيين، فعلى الرغم من أن هذا الأسلوب فعال وكان معمولا به سابقا، إلا أن العديد من الصحافيين يفضلون متابعة الندوات الأسبوعية من مكاتبهم بدلا من الحضور الشخصي، مما يتيح لهم فرصة نشر الأخبار بسرعة تفوق الصحافيين الذين يحضرون الندوة ويشاركون في طرح الأسئلة. (يأتي هذا الاستنتاج من تجربة مهنية استمرت قرابة سنة من حضوري للندوات الصحفية التي يعقدها الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس قبل أن أنتقل إلى مهمة إعلامية جديدة).
وخلصت الصحفية ذاتها في منشور لها على فايسبوك “ختاما إن الانتقاد القائل بأن الناطق الرسمي باسم الحكومة الحالي لا يقدم جديدا ولا يجيب على الأسئلة المطروحة، ليس بالأمر الجديد ولا يقتصر على هذه الحكومة فقط، بل ينسحب على ناطقين سابقين في حكومات سابقة، فلم يكونوا دائما مصدرا لمعلومات جوهرية، بل منهم من كان يتقن فن المراوغة “الدريبلاج”، ويقدم أجوبة فضفاضة لا تتضمن معلومات جديدة”.