تعهدت الصين بمساعدة إسبانيا في مواجهة وباء كورونا، كما تقدم المساعدات لعدد من الدول الأخرى ومنها الغربية مثل إيطاليا، وهي بالتالي تبني طريق الحرير في قطاع الصحة بدون شروط مسبقة ذات طابع سياسي أو اقتصادي في ظل تراجع دور الولايات المتحدة.
وكشفت وكالة الأنباء الصينية عن مكالمة هاتفية بين الرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانتيش الثلاثاء، حول الوضع العالمي الذي نتج عن كورونا، متعهدا بأن الصين مستعدة لتلبية احتياجات اسبانيا العاجلة عبر القيام بأقصى ما في وسعها لتقديم الدعم والمساعدة.
وجرى التباحث بين الزعيمين في أعقاب وصول طائرة صينية الى مطار سرقسطة مساء أمس محملة بمساعدات طبية الى اسبانيا لمساعدتها في مواجهة كورونا بعدما انتشر بشكل رهيب في البلاد وتجاوز 11 ألفاً من المصابين وأكثر من 550 من الوفيات، وتحولت البلاد الى ثاني بؤرة للفيروس في العالم بعد إيطاليا.
وتعتبر اسبانيا دولة غربية أخرى تدق أبواب الصين بعد إيطاليا للحصول على المساعدة الطبية سواء المعدات أو الخبراء الذين واجهوا الفيروس في الصين.
وتعد إيطاليا أول دولة دقت أبواب الصين التي زودتها بمعدات وفريق طبي، وقد ترفع من مساعداتها لهذا البلد خلال الأيام المقبلة، وفق وكالة الأنباء الصينية. وبحث الرئيس الصيني مع رئيس حكومة إيطاليا جوسيبي كونتي هذا التعاون يوم الاثنين الماضي.
ويأتي رهان دول غربية مثل إيطاليا وإسبانيا على الصين وأخرى تجري مباحثات مثل بلجيكا واليونان والبرتغال مع بكين بعدما ترجمت السلطات الصينية تعهداتها الى واقع ملموس في مجال التعاون الدولي.
فقد أرسلت معدات وفرقا طبية الى عدد من الدول سواء القريبة منها مثل اليابان وكوريا الجنوبية أو أخرى مثل العراق وإيران ودول إفريقية وأخرى غربية مثل حالة إسبانيا وإيطاليا.
وبهذا تبني الصين طريق الحرير الصحي الموازي والمرافق لطريق الحرير الاقتصادي، الذي تراهن عليه بكين لهيكلة التجارة العالمية خلال العقود المقبلة. وعملياً، أصبحت عدد من دول العالم تدق باب الصين للحصول على التجربة لمحاربة كورونا.
ويحدث هذا في وقت يتراجع فيه دور الولايات المتحدة لريادة العالم في مواجهة هذا الفيروس نتيجة مواقف رئيسها دونالد ترامب الذي تثير غضب الرأي العالمي. فقد اتهم في البدء الحزب الديمقراطي بالتهويل لهذا الوباء لضرب الاقتصاد الأمريكي لأهداف انتخابية، ثم عاد الى منح الفيروس الجنسية الصينية، وأخيرا أراد الاستحواذ لبلاده فقط على اللقاح الذي قد تنتجه شركة ألمانية لمواجهة الفيروس، وهو ما شكل فضيحة عالمية. وكالات