الصين تهدد بحملة إضافية لإرسال كوادر حكومية إلى بيوت المسلمين

هوية بريس – وكالات

أكد أمين لجنة الحزب الشيوعي في تركستان الشرقية التي تسميها الصين شنجيانغ، ما شينغروي في اجتماع اللجنة الدائمة للحزب على الحفاظ على الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وأكد بشكل خاص على نشر عدد كبير من الكوادر في المدن والقرى على المستوى القواعد الشعبية في جنوب منطقة الأويغور (تركستان الشرقية).

وبحسب أخبار شبكة “تانغريتاغ” الصينية في 25 أبريل، فقد أشار ما شينغروي بشكل خاص إلى مسألة إرسال الكوادر إلى المستوى القاعدي في الاجتماع الخاص للجنة الدائمة للجنة الحزب الذي عقد في أبريل 24. ودعا في خطابه إلى “إرسال الكوادر والمواهب المتميزة في مجال القانون والادعاء إلى المستوى الشعبي، وخاصة إلى المستوى الشعبي في جنوب تركستان الشرقية، وتشجيعهم على التواجد بين الجماهير؛ ويجب علينا أن نعمل باستمرار على تحسين القدرة على الحكم على المستوى الشعبي.

أجرى شهود فروا إلى الخارج مقابلة مع السيدة غولبيا قاضي بيك، التي تعيش حاليًا في كازاخستان، بعد عملية الاعتقال الجماعي التي وقعت عام 2017. ووصفت ما تعرفه عن مطالب وواجبات الكوادر التي تم إرسالها إلى المستوى الشعبي منذ تعيينها على وظيفتها عام 1999.

وقالت إنه منذ عام 1998، كانت تعمل في مجال تنظيم الأسرة للمرأة الريفية في مقاطعة غولجا، وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أخذ الكوادر الذين تم إرسالهم إلى المناطق الريفية، كلفوا بجمع آراء الأسر الرئيسية الذين يشتبه في استهدافهم من قبل الحكومة، في السياسة الحكومية. لكن في عامي 2013-2014، وخاصة بعد عام 2015، ارتفع عدد الكوادر المرسلة إلى المناطق الريفية بشكل كبير. خلال هذه الفترة، كانت المهمة الأساسية للكوادر هي جمع وإرسال كافة المعلومات الخاصة بالأسر المخصصة لهم.

وقالت السيدة غولبيا إن الكوادر التي أرسلت إلى المستوى الشعبي في ذلك الوقت، كانوا يقومون بفحص المعتقدات الدينية للأسر التي يستهدفونها، ودخل أفراد الأسرة، والاستجابة للعمل الحكومي بشأن قضايا مثل سياسة تنظيم الأسرة، وما إذا كانت الأسرة لديها سابقة. وأصبحت التقارير التي قدمتها هذه الكوادر “حقائق إجرامية”، واستنادا إلى تلك التقارير نفذت الحكومة عمليات الاعتقال واسعة النطاق التي اندلعت عام 2017، والتي تم فيها سجن واعتقال ملايين الأشخاص في المناطق التي يشكل فيها الأويغور الأغلبية في ما يسمى بمعسكرات “إعادة التعليم”.

وقالت شاهدة من المعسكرات في هولندا، السيدة قلبنور صديق، إن إصرار ما شينغروي على إرسال عدد كبير من الكوادر إلى المستوى القواعد الشعبية، خاصة في قرى المقاطعات والمحافظات الجنوبية التي لا يزال الأويغور يشكلون فيها الأغلبية، من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة، في 2017-2018، باسم “إعادة تثقيف” الأويغور في المعسكرات. وهذا يذكرنا إرسال الحكومة الصينية جميع المسؤولين الحكوميين في أورومتشي وحتى معلمي المدارس الابتدائية إلى القرى في المنطقة الجنوبية من تركستان الشرقية قبل الاعتقال الجماعي لشعب تركستان الشرقية في المعتقلات والسجون والمعسكرات العقابية.

في عام 2017، أطلقت الحكومة الصينية ما يسمى بحملة “معرفة رأي الشعب، واسداء المعروف للشعب”، حيث أرسلت ما لا يقل عن 200 ألف كادر إلى المستوى القواعد الشعبية، وأدخلت الكوادر الصينية إلى منازل المسلمين الأويغور باسم” القريب التوأم” قبل تنفيذ عملية الاعتقال الجماعي للأويغور في عام 2017 ووضع ما لا يقل عن مليوني شخص في معسكرات عقابية قسرية.

وذكّرت السيدة قلبنور صديق بسياسة ما يسمى بـ ” القريب التوأم” التي تم تطبيقها في عهد تشين تشوانغو، أي خلال الفترة 2017-2018، عندما كانت عمليات الاعتقال الكبيرة في أوجها عندما كان ما يسمى بـ “القريب التوأم” تم إرسالهم إلى منازل الأويغور، وتم تخصيص أسبوع واحد شهريًا لقضاء 24 ساعة مع أفراد الأسرة في منازل الأويغور، وتذكر أنه كان من واجبهم البقاء معًا.

وذكرت السيدة قلبنور نقلاً عن عائلتها أنه في ذلك الوقت، كانت الكوادر الصينية متمركزة أيضًا في منازل الموظفين الأويغور الحكوميين في أورومتشي لمراقبة الوضع والسيطرة عليه.

وبحسب الأخبار الصينية، قال ما شينغروي في خطابه يوم 24 إبريل: “إن حكم شينجيانغ بشكل شامل وفقاً للقانون مهمة طويلة الأمد، والمسؤولية ثقيلة، والطريق طويل”.

أعربت السيدة قلبنور صديق عن قلقها بشأن كلمات ما شينغروي: “حتى في الوضع الحالي حيث يتم اتهام سياسة الحكومة الصينية تجاه الأويغور بـ “سياسة الإبادة الجماعية” في الدول الديمقراطية الغربية، فإن إصرار المسؤول الصيني ما شينغروي على الاستقرار باعتباره المهمة الرئيسية والدعوة إلى إرسال كوادر صينية إلى قرى المنطقة الجنوبية في تركستان الشرقية هو إشارة إلى أن وتيرة سياسة القمع مستمرة في المنطقة، وسوف تشتد أكثر.