الطبيب المغربي بغزة يحكي عن يوم عصيب في المستشفى الأوروبي بغزة
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور زهير لهنا “فور وصولنا إلى مستشفى غزة الأوروبي عصراً، فوجئنا بعدد كبير من السيارات التي تحمل مصابين وقتلى إلى قسم الطوارئ، حركة غير عادية وإسراع بنقل الجرحى إلى قسم الإنعاش، صراخ الأهالي يملأ المكان وأنين المرضى لا ينتهي”.
وأضاف الطبيب المغربي المتطوع بقطاع غزة في منشور له على حسابه في فيسبوك “مشهد يتكرر من وقت لآخر لكن يستحيل أن يتعود عليه أحد، إنه مشهد الظلم المتفاقم على هذا الشعب الأعزل”.
وتابع الناشط الدولي “وفي أقسام المستشفى يتواجد الحرجى في كافة الأرجاء، فوق الأسرة، فوق الأرض، والطاقم الطبي حولهم لإنعاشهم وتضميد جراحهم وتحويل الحالات بعد تشخيصها إما للتصوير المغناطيسي أو غرف العمليات”.
عند وصولي إلى غرفة الإنعاش، يؤكد الدكتور لهنا “لم يكن هناك إلا طبيبان وعدد من الممرضين، وعلى نفس السرير يوجد طفلان بنفس العمر تقريباً بين الخامسة والسادسة، أحدهما فارق الحياة، والآخر لا يتنفس لكن يمكن إنعاشه، وفي الوقت الذي كان يحاول فيه طبيب الطوارئ أن يضع له أنبوب لمساعدته على التنفس، حاولت قياس النبض لكنني لم أجده، سارعت لإنعاش القلب، لكنه توقف ومع التكرار والمثابرة وإعطاء جرعة من الأدرينالين، عاد مرة أخرى، قمنا بفحص صدر الطفل فوجد د.هشام أن هناك نزيف داخلي..!”.
وتابع رئيس الوفد الطبي الذي دخل شمال القطاع قبل أيام يحكي “في ذلك الوقت كنت قد ذهبت إلى غرفة مجاورة لفحص مرضى آخرين، وعند عودتي وجدت الطفل كما هو وقام د.هشام بعمل الفحص مرة أخرى ليجد النزيف تضاعف، وبسرعة تم نقله إلى غرفة العمليات، سبقته عبر السلالم لأبلغ الجراحين بتحضير غرفة العمليات فوراً، ومن حسن الحظ بل الأحرى “القدر”، كانت متواجدة بالمكان طبيبة جراحة مصرية تعمل في إيرلندا ومعها طبيب أطفال تحت التمرين، ومعهما كذلك الطبيب إياد من غزة المتمرس في الإنعاش والتخدير، كنت أقوم بالتعقيم للتجهيز للعملية، نظرت إلّى الطبيبة باستغراب:
– مين حضرتك؟ أنا د.حنان جراحة أطفال.
– وأنا د.زهير الهنا رئيس وفد “رحمة” (جراحة نسائية) للمساعدة”.
تابعنا العمل معاً، يوضح د.لهنا “قامت بفتح بطنه بسرعة لمعرفة سبب النزيف الكبير، لقد كان ناتج عن تمزق في الكبد من الدرجة الرابعة، تعاونا في تخييطه لوقف النزيف ومن المعروف أن الكبد من أصعب الأعضاء تعاملاً في الجراحة لأنه عضو طري وسهل التمزق، وبحمد الله تمكنا من إيقاف النزيف.
حدثتني الطبيبة قائلة: إنها المرة الأولى التي أرى فيها طبيب جراحة نسائية يُجيد حتى خياطة الكبد..!
إبتسمت وقلت إنه العمل في مثل هذه الظروف الذي مكنني من ذلك… والحمد لله رب العالمين”.