الطبيب زهير لهنا يعلق على رسالة طبيب عام في مركز صحي تتحدث عن معاناة الطبيب والمريض
هوية بريس – عبد الله المصمودي
كتب الطبيب المغربي زهير لهنا في حسابه على فيسبوك تعليقا على رسالة من طبيب عام في مركز صحي بالمغرب: “قرأت هذا المنشور الذي يسطع بالحقيقة المرة ومعاناة الطبيب والمريض.. لمعالجة الإختلات اليومية لا تتطلب مؤتمرات وندوات بقدر ما تتطلب عزيمة وترشيد”.
وساق الطبيب المعروف بتنقله للمخيمات وبؤر التوتر خدمة للمرضى والمحتاجين في ربوع العالم الإسلامي، الرسالة على الشكل التالي:
“من طبيب عام في مركز صحي بالمغرب:
“بينما انت تفكر في الرضيع الذي ستاتيك به أمه مذعورة هذا الصباح يعاني من التهاب رئوي حاد لن تجد دواء تعطيه له و لن تملك الأم سبيلا لشراءه له من الصيدلية؛
تفكر في مريضك المزمن الذي تطلب منه تحاليل الكوليسترول أو حالة عمل الكلى أو خزان السكري أو السيدة الحامل التي تطلب منها أقل ما يمكن من التحاليل و عندما يقصدون مختبر المستشفى العمومي شاهرين بطاقة الراميد يواجهون بانعدام هذه التحاليل و بضرورة القيام بها في المختبرات الخاصة؛
تفكر في ذلك المريض الذي طلب منه الطبيب الجراح أشعة الرنين المغناطيسي ليقوم بالتشخيص الدقيق له وأنت تعلم و هو يعلم أنه لا يوجد إلا جهاز وحيد من هذا النوع في كامل تراب الجهة الشرقية في القطاع العمومي و عندما ذهب المريض بطلبية الأشعة إلى المستشفى الجامعي أعادوه إلى طبيب المركز الصحي ليملأ له ورقة الراميد احتراما لمسلك العلاجات كما يقولون مع أن طبيب الحومة لا يعرف المريض ولم يسبق له أن عاينه أو عرف حالته وعندما تملأ له ورقة الراميد التي يعتقد المريض خطأ انها ستفتح له باب إلدورادو العلاج يجب عليها طبعها بالمستشفى الجهوي الذي لا يتوفر على هذا الجهاز ثم الحصول على موعد بالمستشفى الجامعي رفقة جميع أنواع المرضى المستعجل والمزمن قد يمتد إلى أشهر.
تفكر في مريض تبعثه للقيام بأشعة سينية (راديو عادي) لرئته أو لكتفه أو لعظام اسفل ظهره فيعود لك بصورة أشعة لن تستطيع قرائتها ولو امتلكت أعين زرقاء اليمامة نتيجة قدم الجهاز الذي صور الأشعة.
بينما انت تفكر في كل هؤلاء، مسؤولو وزارة الصحة يجتمعون الآن في أكادير حيث درجة الحرارة تفوق العشرين درجة مئوية في فندق من خمس نجوم ليتحدثوا عن مستقبل المستشفى العمومي و يأكلون و يشربون و يمرحون من المال العام.
داخلت عليكوم بالله.
عن أي مستشفى عمومي ستتحدثون؟؟؟؟؟”.
لا حول ولا قوة إلا بالله
الله يشهد أنني أحب هذا الرجل في الله