الطفل العنيد ليس مشكلة يجب حلها بل شخصية تحتاج إلى فهم وتوجيه

هوية بريس – د.عبد الكريم بكار
الطفل العنيد ليس مشكلة يجب حلها، بل شخصية تحتاج إلى فهم وتوجيه.
الأبحاث تشير إلى أن الأطفال العنيدين غالباً ما يصبحون بالغين ناجحين ومستقلين، بشرط أن يتعلموا كيفية إدارة إرادتهم القوية بشكل صحي.
كيف تتعامل مع الطفل العنيد بذكاء دون أن تحوله إلى شخص متمرد أو ضعيف الشخصية؟
خطوات عملية مثبتة علمياً للتعامل مع الطفل العنيد:
1. طبق “نظرية العقل” – افهم سبب العناد قبل معاقبته
العناد غالباً ليس تحدياً لك، بل تعبير عن حاجته للشعور بالاستقلالية.
في دراسة نشرها معهد التنمية البشرية، وُجد أن الأطفال الذين يشعرون أن قراراتهم محترمة يكونون أكثر تعاوناً على المدى الطويل.
الحل: بدلًا من قول “يجب أن تفعل هذا فوراً!”، اسأله “ما الذي يجعلك ترفض؟ أخبرني بفكرتك.”
2. استخدم “لغة الاحترام” بدلاً من الأوامر
الطفل العنيد حساس جداً للطريقة التي يتم التحدث بها إليه. كلما زادت الأوامر المباشرة، زاد تمسكه برأيه.
الحل: استبدل “يجب أن تأكل الآن!” بـ “هل تريد أن تبدأ بالخضار أم الفاكهة؟”
3. طبق مبدأ “التفاوض الذكي”
دراسة من جامعة هارفارد أكدت أن الأطفال الذين يُمنحون فرصة للتفاوض يتعلمون مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي بشكل أسرع.
الحل: إذا رفض الطفل النوم، لا تقل “نم الآن!”، بل جرب “ما رأيك أن تقرأ قصة قصيرة ثم تنام؟”
4.كن قدوة في ضبط النفس – العقل اللاواعي للطفل يراقبك دائماً
الطفل لا يتعلم من الكلام بل من الأفعال. إذا كنت سريع الغضب وديكتاتورياً، فلا تتوقع منه أن يكون متعاوناً.
الحل: عندما تشعر بالغضب من رفضه، خذ نفساً عميقاً، وقل له “أنا أشعر بالغضب الآن، لذا سأهدأ قليلاً قبل أن نتحدث.”
5. استخدم “التوجيه الإيجابي” بدلاً من العقاب
العقاب المتكرر يجعل العناد أقوى، بينما التوجيه الإيجابي يبني الوعي الذاتي والسلوك المسؤول.
الحل: بدلاً من معاقبته على عدم ترتيب غرفته، قل: “أنا فخور بك لأنك رتبت ألعابك الأسبوع الماضي بنفسك. دعنا نفعلها معاً الآن”.
الطفل العنيد اليوم يمكن أن يكون قائداً ناجحاً غداً، فقط إذا تم توجيهه بالشكل الصحيح. تعامل معه كشريك في صنع القرار وليس كتابع لك. الأسلوب الذي تستخدمه اليوم سيحدد كيف يرى نفسه في المستقبل… فكن واعياً في توجيهه!