العازفون على أوتار المآسي
هوية بريس – محمد بوقنطار
العازفون على أحزان الناس، الراقصون على نوح المآسي والمختالون فوق بوح القبور، المصطادون في السيول العكرة، المتلصصون تحت أجنحة الليل البهيم، اللائذون بشرور الغاسق إذا وقب…
همهم الوحيد أن يصيروا من أهل الظهور والدثور، يتحلقون فوق ركام جثث الضحايا وأعراض الناس كما تتحلق هالة الذباب الأزرق ويتقصف الهاموش الأصفر فوق بقايا المطعومات أو جِرم الركس والنجاسات، بالأمس القريب نشروا فيديو يورط الدكتور التازي ويفضح عيادته، ثم ما لبثوا بوجه صلد صفق أن دخلوا بيته متجردين من حمرة الحياء معزين في فقد ابنه رحمه الله، ولكنها تعزية ليست كعادي ومألوف التعازي، وإنما كان الاقتحام ودار الحوار والقصد واحد ليس منه لازم دمعة من مقلة مكلومة، ولا مقتضى إشفاق من رطوبة كبد إنسان بله حيوان، قنوات عهر وكنيف ركس وماخور رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه، ولا تقربوه.
تلك هي “شوف تيفي” وشواكلها من عدسات وأشعة نيون تشويه البلاد وإذاية العباد وإشاعة الفحشاء وإذاعة المنكر والتشهير والإعلان بكل موبقة هنا وهناك وهنالك…
وكم هو محزن مؤسف أن تتذيل معروضاتهم الفاضحة “لايكات” جمهرة الفضوليين، وأن تتكيّل حشف تمرهم الأرقام الضخمة من رواد التفاهة، وهم الأحق والأسبق والأولى والأجدر بالمقاطعة، فالإفلاس، فذهاب ريحهم وزبدهم جفاء، فراحة البلاد والعباد من عفنهم وأفنهم اللهم آمين.