العاصمة الإسماعيلية ترفع صوتها ضد البدع المزرية بالدين
هوية بريس – ذ.إدريس كرم
تقديم
نشرت جريدة الوحدة المغربية بالعدد:28؛ 14/7/1937، ما يلي:
النص
رفع سكان مدينة مكناس الغيورين على سمعة الإسلام وطهارة الدين إلى جلالة الملك عريضة رسمية يرجون فيها من جلالته عدم التساهل في مقاومة البدع المزرية بكرامة الدين مما تقوم به العامة في شهر المولد النبوي الشريف بمكناس وهذا نص العريضة:
حضرة صاحب الجلالة المعظم.. حامي حمى الإسلام الذاب عن سنة جده عليه السلام… مولانا السلطان الأمجد أبي عبد الله سيدي محمد أيد الله ملكه وخلد في الصالحات ذكره.
بعد أداء ما يجب لجلالتكم من التجلة والاحترام… فإن سكان العاصمة الإسماعيلية مكناس يرفعون لجلالتكم شكواهم الصارخة بالإهانة المزرية التي تلحق الدين الإسلامي الحنيف بناحيتهم أيام الموسم النبوي الأطهر على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، بما تأتيه الطوائف الضالة من عساوية وحمدوشية وأمثالهما من طرق الجهالة وبدع أهل الضلالة، مع ما ترتكب فيه من المناكر الفظيعة والبدع الشنيعة التي علم قبحها وتحريمها من الدين بالضرورة، كاختلاط الرجال بالنساء، واتخاذ محلات علنية في هذا الموسم للمغنيات الساقطات، وما إلى ذلك من شرب الخمور داخل المدينة وضواحيها، زيادة على البدع الدينية الفظيعة التي تفعلها هذه الطوائف باسم الدين وهو منها براء، كالشطح على الطبول والمزامير، واللعب بالأفاعي، وشذخ الرؤوس، وخصوصا ما يقع من ذلك في هذا العيد النبوي بضريح سيدي علي بن حمدوش وسيدي احمد الدغوغي وزاوية زرهون، مما لا يقوى قلم البليغ على وصفه والتعبير عنه، ولا يتمالك المسلم عند رؤيته وسماعه حسرة على تشويه سمعة الإسلام وأسفا على ما آل إليه أمر أمة خير الأنام، فكيف يسوغ مع ذلك السكوت عن هذه الفظائع وإقرارها والقعود عن واجب استنكارها؟
ولهذا فإننا نستصرخ السدة السنية والأريكة الملوكية رغبة في تطبيق أمر جلالتكم الشريف القاضي بمنع هذه الأضاليل ومحوها، والسعي وراء موتها حتى يعود الحال على ما كان عليه أيام مفخرة الدولة العلوية المنيفة السلطان المقدس مولانا سليمان عليه من الله سحائب الرحمة والرضوان، إذ بذلك تحفظ سمعة الإسلام من كل ما يلوثها بين الأنام.
والله تعالى يديم جلالتكم للدين حاميا ولنصرته مواليا، ويقر عينكم بسمو ولي عهدكم الأمير مولاي الحسن ويحرس شبلكم مولاي عبد الله بعينه التي لا تنام وعلى صادق الطاعة ووافر التحية والسلام.
في 13 صفر 1356
مئات التوقيعات.
يبدو أن طلبهم لم يلق آذانا واعية
وكذلك في هذا الزمان.
وكيف ذلك و رب الدار للطار ضارب
وها هم خطباء أجلاء يعزلون و ما ذنبهم إلا أنهم أنكروا منكرا أو أمروا بمعرف
وآخرهم من استنكر بصقة القرن
والله المستعان