العالم يسير قُدما نحو مجتمعات لقيطة!…
هوية بريس – عبد المجيد التجدادي
المواليد خارج إطار الزواج باللون الأحمر، والمواليد في إطار الزواج باللون الأخضر .
تنويه:
ــ المغرب وتونس والجزائر سنة 2015.
ــ البرازيل سنة 2014.
مصادر معطيات المبيان:
http://www.oecd.org
http://ec.europa.eu
https://www.lenouveleconomiste.fr/les-naissances-
hors-mariage-deviennent-de-plus-en-plus-la-norme-dans-
/de-nombreux-pays-29529
http://qushq.com/blog/47402.html
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشهد أوربا (والغرب عموما وكثير من دول العالم من وراء قاطرته) تحولا ديمغرافيا اجتماعيا استثنائيا غير مسبوق. تحولٌ ديمغرافي اجتماعي عنوانه الأساسي اضمحلال سُنَّة الزواج ومؤسسة الأسرة، مقابل ظهور علاقات ارتباط جديدة بين الجنسين؛ لكي تكون المحصلة انخفاض نسبة المواليد الشرعيين (مواليد في إطار الزواج) مقابل ارتفاع نسبة المواليد غير الشرعيين (مواليد خارج إطار الزواج). كل هذا التطور ينبئ بتحول اجتماعي قد تكون له آثاره الخاصة على تلك الدول سوف تقف على حقيقتها الأجيال القادمة.
(1) ــ أرقام صادمة، من الغريب جدا ألا تثير حفيظة الذين يَهُمُّهم الأمر:
بالنظر إلى خريطة عالمية تقريبية لنسب المواليد خارج إطار الزواج، يمكن أن نلاحظ بأن أعلى النسب تسجل بأمريكا اللاتينية (73.7 % في الشيلي سنة 2018) ثم تليها أوربا وأمريكا الشمالية (70.5 % في إيسلندا سنة 2018). أما في دول الشرق (العالم الإسلامي والعالم الصيني) فتنخفض تلك النسبة كثيرا (2.9% في تركيا، و2.3% في اليابان، و2.2% في كوريا سنة 2018، و0.1 % في الجزائر سنة 2015).
وفيما يتعلق بمجموعة الاتحاد الأوربي (27 دولة): فالأرقام الرسمية تشير إلى أن نسبة الزواج (أي تكوين أسرة طبيعية) قد انخفضت من 8 ‰ سنة 1970 إلى 3.8 ‰ سنة 2020 ؛ في حين أن نسبة الطلاق (دلالة على مدى الاستقرار الأسري) قد ارتفعت من 1.4 ‰ سنة 1970 إلى 1.9 ‰ سنة 2020. [1]
غير أن المعبر أكثر عن اضمحلال الأسرة وما يرتبط بها من أواصر رحِمِيّة فطرية هوانخفاض نسبة المواليد في إطار الزواج من72.7 % من مجموع المواليد سنة 2000 إلى 41.3 % سنة 2020 !…
وإذا أخذنا حالة كل دولة أوربية على حدة، فسنجد تناقضات كبيرة تبين الاختلاف بينها في هذا الجانب: حيث إن هناك دولا أوربية ما تزال تحافظ على سُنّة الزواج ومتانة المحضن الأسري الطبيعي الموروث منذ الأزل، في حين أن هناك دولا أخرى تجاوزت ذلك الإرث وأخذت تؤسس لأشكال “أسر جديدة” يتم ابتداعها بحسب هوى الأفراد (دون أية ضوابط اللهم ضابط “رضى الشريكين”، ويبقى المجال هنا مفتوحا على مصراعيه لكل ابتداع جديد للجمع بين الجنسين بناء على قاعدة “التحرر من أية مسؤولية”).
ونقتصر هنا في الحالة الأوربية للدلالة على ذلك على معطيات المواليد خارج إطار الزواج: ففي دولة مثل اليونان ارتفعت نسبة المواليد خارج إطار الزواج من1.2 % سنة 1960 إلى 11.1 % سنة 2018؛ في حين أنه في دولة مثل فرنسا ارتفعت تلك النسبة من6.1 % (49776 مولود) سنة 1960 إلى 60.4 % (425260 مولود) سنة 2018 !.. أي أن حوالي ثلثي مواليد فرنسا لسنة 2018 من خارج إطار مؤسسة الزواج !.. بل إنه في دولة أوربية مثل إيسلندا تجاوزت نسبة المواليد خارج إطار الزواج عتبة 70 % [2].
(2) ــ مظاهر اجتماعية شاذة تعافها الفطرة البشرية السليمة:
تجاوزت العلاقات بين الجنسين في دول الغرب كل الأعراف والتقاليد التي كانت هي نفسها تعتقد بها وتتمسك بها إلى حدود منتصف القرن20، وانتقلت هذه العلاقات إلى مستوى من “التحرر” والانفلات من أية التزامات؛ مما يدفعنا إلى الحكم عليها بأنها دخلت في مرحلة من “الفوضى” و”العبث”.
ومن بين المظاهر التي نسجلها في هذا الشأن بحسب شهادات تقارير أوربية نفسها نجد ما يلي:
أ ــ انتشار عادة “المصاحبة” بين الجنسين بمباركة المجتمع: تبدأ بالمصاحبة بين المراهقين والمراهقات في صفوف المدارس الإعدادية والثانوية (إن لم يكن حتى في المدارس الابتدائية)، ثم تتطور إلى المصاحبة بين الشبان والشابات في الجامعات ومقرات العمل. وقد تجتمع الشابة مع الشاب لسنوات في بيتٍ واحد ٍفيما يشبه “الأسرة” ولكن دون عقد زواج (أي دون أي التزام)… وكثيرا ما تنتهي هذه المصاحبة بحملٍ قد يُتخلص منه بالإجهاض[3]، أوقد يولد فينضاف إلى صفوف اللقطاء.
والمشكل في مثل هذه العلاقة المنفلتة من أية التزامات أنها قد تنتهي هكذا فجأة فيَفِرّ الشاب إلى علاقة أخرى، وتبقى الشابة (الأم العازبة) في ورطة مع مولودها، هذا إن لم تلجأ هي الأخرى إلى نسج علاقة أخرى مع شاب آخر لينتج عنها مولود آخر من سفاح. بل، وقد تكون للفرد الواحد أكثر من علاقة واحدة في نفس الوقت مع الجنس الآخر !.. فيكون الأطفال هم أكبر الضحايا.
ومن الأمثلة الصارخة على هذا النوع من “الصحبة”: ما تواترت على نقله العديد من وسائل الإعلام سنة 2009 حول طفل ابريطاني في الثالثة عشر من عمره وُلِد له طفلٌ من زميلته التي لا تكاد تتجاوزه بسنتين (15 سنة) بعد أن نسيت يوما ما من أيام “صُحبتهما” أخذ حبوب منع الحمل[4] !..
وكذلك ما تواترت على نقله العديد من وسائل الإعلام سنة 2013 بشأن وزيرة العدل الفرنسية حينها (رشيدة داتي) التي كانت تبحث عن أب لابنتها من بين سبعة أشخاص[5] !..
بل لعل الأمر أعمق من ذلك إذا استحضرنا هنا أن القادة السياسيين الأوربيين أنفسهم يشهدون على هذا الإنحدار بتقديمهم القدوة السيئة في ذلك: ففي فرنسا على سبيل المثال (الثانية أوربيا في نسبة المواليد خارج إطار الزواج وراء إيسلندا سنة 2018)، قد أحصوا لأحد كبار زعمائها السياسيين، وهو “جورج كليمانصو” [6]، 800 عشيقة !.، و40 ولدا من سفاح !…
والمتتبع لأخبار القادة السياسيين في أوربا، ورؤساء وملوك دولها لا شك سيقف على نزوع الكثير منهم لاتخاذ العشيقات، فيظهر فيما بعد أن لهم أولادا من سفاح ينتظرون الاعتراف بهم !…
ثم في قصة “صُحبة” الفيلسوفين الفرنسيين المشهورين “سارتر”[7] و”سيمون”[8] في حد ذاتها مؤشرٌ على طينة البشر التي تقود سفينة العالم الغربي: فقد كانت “سيمون” رائدة من رواد تحرير المرأة طوال حياتها (الحركة النسائية)، حتى إنها عبرت قبل مماتها بقليل عن رغبتها في التظاهر ضد لباس الحجاب في إيران. كانا الفيلسوفان معا في علاقة “صُحبة” دامت لمدة تزيد عن 19 سنة؛ ثم اتفقا على أن يذهب كل واحد منهما إلى حال سبيله بدعوى “التحرر” من أية عبودية قد يسقطان فيها؛ فانطلقت هي إلى ربط علاقة مع كاتب أمريكي، ثم إلى علاقة شاذة مع إحدى طالباتها..؛ وانطلق هو إلى نسج شبكة علاقات معقدة من النساء منهن تلميذات الأستاذة “سيمون” نفسها !.. ومن المفيد جدا أن نستحضر هنا حملتهما (إلى جانب آخرين) الشعواء للحط من قدر الأسرة وقداسة عاطفتي الأبوة والأمومة وما يتصل بهما من أواصر !…
ب ــ هشاشة علاقات الأزواج في ظل مجتمع يفتخر بأنه “غير محافظ”، وغايةٌ في “التّفتح”، و”متسامحٌ” مع الخيانة الزوجية؛ وقانونٍ مدني لا يُجرّمها. ففي ظل هذا الوضع قد نجد امرأة متزوجة ولها أولاد من زوجها، ثم هي في علاقة غير شرعية مع شخص آخر وقد تنجب منه !… وقد تتعدد علاقاتهما لمجرد وقوع شجار أو ملل أو إغراء..، فتكون النتيجة الحتمية مزيدًا من اللُّقطاء.
ولعل من بين أشد الأمثلة فظاعة على هذا قصةُ رجل أعمال ابريطاني يدعى (Richard Mason) [9] يكتشف صدفة بعد أن بلغ من عمره 54 سنة، أن الذين كان يحسبهم أولاده الثلاثة من طليقته التي عاشرها لعشرين سنة ليسومن صلبه !…
ت ــ واقع التساهل في إقامة علاقة جنسية بين الجنسين المشار إليه أعلاه إذا أضفنا إليه عامل الإغراء الصارخ الذي تمثله الشابات من خلال الفحش في المظهر لباسًا وحركةً فيما يمكن وصفه بـ”الاستعراض الجنسي” في الشارع العام والعمل والإعلام، مما يزيد من استثارة وتهييج الرغبة الجنسية، ومن احتمالات وقوع علاقات جنسية خارج إطار الزواج ثم إنجاب المزيد من الأطفال اللقطاء.
ففي دول أمريكا اللاتينية مثلا التي تشتهر بتساهل نسائها في اللباس إلى حد الإثارة والإغراء الجنسي الفاضح والعلاقات “العاطفية” المفتوحة دون أدنى حرج، فإنه بمجرد إطلالة على بعض مهرجاناتها تتضح هذه الميوعة المستقبحة: فمهرجان “السامبا” بالبرازيل على سبيل المثال مشهور عالميا بأنه “محطة سنوية” للتزود بالأمراض المنقولة جنسيا، وعلى رأسها السيدا (تحتضن البرازيل أكبر عدد في أمريكا اللاتينية لحاملي فيروس السيدا، وحوالي ثلثي مواليدها من اللقطاء حسب إحصاء سنة 2014) !…
أضف إلى كل هذا مثلا: نوادي تبادل الأزواج، والسماح بزواج الشواذ جنسيا (فعل قوم لوط)، واستئجار الأرحام، وبيع وشراء البويضات والحيوانات المنوية !… والكثير الكثير مما يصعب حصره من الفحش الذي يثير التقزز والغثيان في نفس كل إنسان فيه بقية من فطرة.
(3) ــ الكفر بتعاليم السماء ركيزة هذا الانحراف الخطير:
لتفسير هذا التنامي الملحوظ لظاهرة المواليد خارج إطار الزواج مقابل انحسار الأسرة، نطرح الفرضيات التالية:
أ ــ انحسار دور الكنيسة الكاثوليكية (ودور الدين عموما) في توجيه الحياة الاجتماعية للأوربيين منذ ما عرف عندهم بعصر الأنوار وما صاحبه من إصلاح ديني؛ ثم تعزيزُ هذا التقهقر بالثورة الفرنسية و”لائكيتها” الفجّة. وهكذا انتقلت مَهَمّة توجيه الحياة الاجتماعية من الكنيسة (الدّين) بما تفرضه من قيود والتزامات إلى “هوى الشعب” بما يستحليه أفراده لأنفسهم في إطار مُسمّى “الحرية”.
هذا ما يتضح من خلال مقارنة حالات العالم الإسلامي بدول الغرب. ويتضح أكثر من خلال مقارنة حالتي اليونان وفرنسا: ففي اليونان التي ما تزال تتشبت بالإرث الكاثوليكي، فإن سوق الزواج ما يزال رائجا، والإنجاب من داخل مؤسسة الأسرة هو السائد؛ أما في فرنسا اللائكية التي تأسست ثورتها وتأسس نظامها على أساس الخصومة مع طبقة “الإكليروس” وكسر “القيود الدينية”، فقد كسدت سوق الزواج وأصبح أغلب الأطفال يولدون خارج مؤسسة الزواج.
المصدر: https://www.insee.fr/
وهذا تماما ما يؤكده الجغرافي (Laurent Chalard)، المتخصص في التحولات الديمغرافية الاجتماعية، حيث إنه فسر هذا التحول قائلا بأنه في نسبة كبيرة منه ناتج عن “تعميم إزاحة المسيحية”[10]. ويشهد له على هذا أنه في فرنسا نفسها أقاليم تقل فيها نسبة المواليد خارج إطار الزواج إلى أقل من المعدل الوطني؛ لأن الدّين فيها بحسب تعبيره ما يزال يحتفظ بدور كبير، وإنجاب الأطفال في إطار الزواج هو القاعدة (يتحدث هنا عن أقاليم يغلب فيها مهاجرون من خارج أوربا)[11].
ب ــ انحسار أهمية مؤسسة الأسرة بعلاقات أفرادها وموروثها المتجذر في أعماق التاريخ: وهذا ما يتضح من خلال مقارنة حالتي كوريا واليابان من جهة التي تمثل دول الشرق (آسيا) المعروفة بتماسك مؤسسة الأسرة وقداسة الروابط الأسرية وغيرها من الأعراف والتقاليد المتوارثة في إطار ترسيخ الحس الجماعي التعاوني؛ ودول الغرب (أوربا وأمريكا) من جهة أخرى التي اضمحلت فيها قيمة مؤسسة الأسرة، واهتزت قداسة الأمومة والأبوة والعلاقات الأسرية في إطار عام يدعو إلى التفلت من كل القيود، وتنامي النزعة الفردية التنافسية. مما يجعلنا نحكم بأن الغرب سائر بنفسه نحو المجهول بقطعه للأواصر الأسرية المعهودة، متسائلين عن مدى قدرة اللُّحمة “الوطنية “على التماسك والبقاء بدون ركيزة اللُّحمة الأسرية وآصرة الرحم ؟…
ت ــ “انفتاح” المجتمع على “إعلام فاحش” لا يكف يُغذي في الناس (وخاصة منهم الشباب) الرغبة الجنسية إلى حدّ الهوس، سواء من خلال الإعلام العمومي الذي لا يكف عن بث المثيرات الجنسية (بلمسة من التحفظ) من خلال مختلف برامجه بما فيها حتى البرامج الموجهة للأطفال، أومن خلال القنوات المتخصصة في البرامج الجنسية المعروفة بـ”البورنوغرافية”. هذه “التعبئة الجنسية العامة” تزيد من هاجس ممارسة الجنس سواء أعند فئة المراهقين أم عند فئة الراشدين.
لقد عبر عن هذا أحد علماء الاجتماع الفرنسيين[12] المهتمين بمرحلة المراهقة قائلا: << نحن في مجتمع يُعظّم اللذّة العاجلة، ويحظر الكبت، وينشر الإثارة الجنسية الدائمة بعرض الجنس في كل مكان. لقد غاص الإنسان المعاصر (رجالا، ونساء، وأطفالا ومراهقين) في حمام من الجنس يصعب الخروج منه […] ولكن، يجب أن نعلم هنا بكامل وعينا أن “البورنوغرافيا” ما هي إلا عُقدة من عقد شبكة هائلة تَلُف مجتمعنا إلى حد يمكن القول بـ “إشاعة هوس الجنس” >>.
(4) ــ مجتمع مفخخ قابل للانفجار:
تتعدد النتائج المتوقعة التي يمكن جردها عن هذه الظاهرة من وجهات نظر مختلفة نفسية واجتماعية وأمنية واقتصادية وحتى سياسية؛ فمن الاضطرابات النفسية والصحية، إلى تدهور النتائج المدرسية والفشل، وصولا إلى اضطرابات السلوك وما لكل ذلك من تأثير على العلاقات الاجتماعية والوضعية الأمنية والحياة الاقتصادية والسياسية…
غير أن الأهم من كل هذا هو مصير المجتمع الذي يحتضن هذه الفئة المتكاثرة من اللقطاء (عديمي النسب وناقصي الهوية الشخصية) في علاقتهم بحِس الانتماء إلى الجماعة وما لهذا الحس من انعكاسات على وجود وبقاء المجتمعات والشعوب والكيانات السياسية.
كما أننا نتساءل عن مصير الأسرة نفسها أمام هذا الزخم من “إشاعة الفاحشة”: ما مصير كل ما يرتبط بها من أواصر ووشائج إنسانية دافئة (الأم والأب، والإخوة، والأجداد، والأعمام، والأخوال، والأصهار…) ؟
هل الأسرة إلى انقراض !؟..
ألا يتهدد “التلوث الأخلاقي” البشريةَ كما يتهددها “التلوث البيئي” ؟
ألا يستحق إنقاذ الأسرة من خطر الانقراض دق ناقوس الخطر مثلما يُدق حاليا بالنسبة لخطر انقراض أنواع من الحيوانات والحشرات والنبات ؟
وهنا نقف عند حدود إثارة السؤال تاركين الجواب لكل ذي عقل لبيب، والحقيقة هي ما سيكشف عنها الزمان ولو بعد حين…
(5) ــ دق ناقوس الخطر:
في حالة الدول العربية والإسلامية نجد أن ظاهرة الأطفال خارج إطار الزواج ما تزال محدودة جدا، لا ترقى إلى مستوى الخطورة الذي وصلت إليه دول أوربية وأمريكية؛ هذا ما تكشف عنه بعض الأرقام التي تجتهد تنظيمات تطوعية في تقديرها في ظل غياب أرقام رسمية يُعتد بها. ففي حالة دول المغرب الثلاث: تونس والجزائر والمغرب نجد على التوالي نسب 0.2 و0.1 و0.8 % سنة 2015.
نعم، هي نسبة ضعيفة على العموم، غير أنها بمثابة دقٍّ لناقوس الخطر الذي يتطلب منا مزيدا من اليقظة والحذر، وتعبئة الجهود لتعزيز مكانة الأسرة وإمدادها بكل وسائل البقاء والقوة التي تعزز تماسكها وتضمن استمراريتها، والحرص على التصدي لكل الدعاوى الفكرية المنحرفة الضّالة المضلة[13] التي تهدد صروح أسرنا، وبالتالي مجتمعاتنا وأوطاننا .
هذه دعوة لكل مسؤول من أدنى مستوى إلى أعلى مستوى في كل بلد مسلم؛ ندعوهم جميعا إلى أن يوفروا لمؤسسة الأسرة كل أسباب البقاء والقوة والنجاح:
هذه دعوة لعلماء الدين في المساجد، والمجالس والمجمعات العلمية..؛
كما أنها دعوة للمعلمين والأساتذة في فصولهم المدرسية والجامعية ومراكز بحوثهم العلمية..؛
ودعوة للآباء الأمهات..؛
ودعوة للشبان والشابات..؛
ودعوة للجمعيات والأحزاب والمنظمات التطوعية..؛
ودعوة للسلطات الحاكمة بمختلف مستوياتها..؛
ودعوة لكل مسلم..؛
بل، ودعوة لكي إنسان غيور على بقاء الفطرة الإنسانية، ويخشى انقراضها..؛
..؛ من فضلكم جميعا: المزيد من اليقظة والحذر، فإن العالم يسير بنفسه نحو حافة الخطر…
..؛ إنه خطر في حجم أسلحة الدمار الشامل…
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ــ https://www.oecd.org/
[2] ــ وإنه لمن الغريب جدا أن ترتب هذه الدولة في مرتبة متقدمة عالميا في مستوى السعادة حسب تصنيف الأمم المتحدة، ثم نجد أنها من ضمن الدول الأعلى أوربيا في نسبة الانتحار في صفوف المراهقين (18 منتحر وسط كل 100 ألف مراهق سنويا سنة 2015). مما يدفعنا للدهشة والتساؤل بقوة: ما شكل هذه السعادة التي تقود فتيانًا في مقتبل العمر إلى الانتحار !..
[3] ــ بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية لسنة 2019، فإنه تُجرى سنوياً نحو73 مليون حالة إجهاض متعمّد في جميع أنحاء العالم. منها 61 % لحالات حمل غير مقصود (من سفاح غالبا). أي أن حوالي 55 مليون نسمة (ما يقرب مجموع عدد سكان الجزائر مثلا) يتم “ذبحها” وإزهاق أرواحها سنويا !.. ناهيك عن الآثار النفسية الخطيرة لعملية الإجهاض على الوالدات.
أنظر للتفاصيل أكثر موقع المنظمة: https://www.who.int/
[4] ــ https://www.independent.co.uk/news/uk/home-news/father-at-13-little-children-big-money-1622477.html
[5] ــ https://www.magstoreandmore.com/GALA-n1009-10-10-2012-Rachida-Dati-Noah-Alain-Delon-Emma-de-Caunes-Cyrulnik-p-6138-c-6_24_26.html
[6] ــ Georges Benjamin Clemenceau (1841 و1929).
[7] ــ Jean-Paul Sartre (1905 ـ 1980).
[8] ــ Simone de Beauvoir (1908 ـ 1986).
[9] ــ طالع الخبر على موقع BBC: https://www.bbc.com/arabic/world-46922229
[10] ــ https://www.lepoint.fr/societe/naissances-en-france-hors-mariage-et-plus-mixtes-01-10-2020-2394527_23.php#11
[11] ــ نفس المصدر.
[12] ــ Michel Fize (ولد سنة 1951).
[13] ــ دعاوى لا تنقطع يتزعمها مثقفون وسياسيون وإعلاميون وفنانون..، يبثون سمومهم الفوضوية العبثية بين الشباب..، ثم يحاولون المسّ بقواعد قوانين الأحوال الشخصية للعبث بمؤسسة الزواج والأسرة.