العامية لا تليق بالجامعة.. توضيح
هوية بريس – د.محمد عوام
حينما كتبت مقالي الموسوم بالجامعة المغربية والعامية…هل هي بداية تثبيت النظرية العيوشية. لم يكن قصدي التشهير بأحد كائنا من كان ، لأنني أحسب التشهير من باب الدواعي النفسية، وكأن ذلك يرجع إلى حسابات شخصية، وإنما فعلت ذلك ردا لظاهرة بدأت تغزو الجامعة المغربية ، هذه الظاهرة كان من المفروض أن نحللها اجتماعيا وعلميا بدراسة آثارها الوخيمة على مستقبلنا العلمي والفكري، وما يمكنها أن تخلف لنا من أجيال مشوهة وبعيدة عن تراثها وحضارتها، مفصولة عن ماضيها فكيف بها أن تبني حضارتها ومستقبلها، لأنه أصبح واضحا ومعلوما بلا ريب في ذلك أن دراسة الماضي جزء من بناء المستقبل وللغة في ذلك دور ومقام سامي في تحليل وقراءة التراث.
وهل بالعامية نستطيع أن نتواصل مع تراثنا لنفكر في مستقبلنا؟ قطعا لن يتم ذلك بالعامية، ثم هل يليق بنا كأكاديميين وجامعيين أن نسوي أنفسنا بالأميين في استعمال اللغة العامية في البحث العلمي مع التأكيد على أن من العوام من أوتي الحكمة وفصل الخطاب لكنه مع ذلك يبقى دون من يستعمل اللغة العلمية الفصيحة ، ليس هذا من باب التعالي كما قد يظن بعضهما وإنما هو من باب التمييز بين لغة الفكر والعلم ولغة العامة.
فأنا من الذين يؤلمهم أن يسمع الباحثين والجامعيين في رحاب الجامعة أو في غيرها من الندوات والمؤتمرات يتحدثون ويتدخلون مستعملين اللغة العامية. من هذا المنطلق أنا أتحدث وأحسبه منطلقا علميا محضر عند كافة الجامعات والعلماء والباحثين فهم مجمع م على ذلك ، ليس عندي في أي حساب شخصي أو إيديولوجي مع أي أحد والحمد لله رب العالمين.