العباءة.. الملكة كاميلا تُلقن “فِرنسا” درسا قاسيا يصعب نسيانه!
هوية بريس – علي حنين
قام ملك بريطانيا تشارلز الثالث مصحوبا بزوجته الملكة كاميلا، الأربعاء الماضي، بأول زيارة دولة إلى باريس، بعد ستة أشهر على إرجائها بسبب احتجاجات كانت تشهدها فِرنسا على إصلاح نظام التقاعد.
غير أن البلدين الغريمين تاريخيا لم يكونا ليُفَوِّتَا هذه الفرصة دون تسجيل “نقاطٍ” على بعضهما البعض.
وكان مما لَفَتَ الانتباه وتَلَقَّفَتْهُ الأقلام والكاميرات، ما قامت به الملكة كاميلا من كسر – عَدَّهُ كثيرون مُتعمدا ومَقصودا – لقانونِ منعِ ارتداءِ العَبَاءَةِ في فِرنسا، حيث عَمَدَتْ لارتداء لباسٍ يُشبه العباءة العربية بشكل لافت، خلال حفلِ العشاءِ الذي أُقِيمَ على شرف تشارلز الثالث بقصر الإليزيه.
ووضعت ملكة بريطانيا – التي يتميز بلدها بتنوع ثقافي لافت – وزير التربية الفرنسي غبريال أتال، ومن خلفه الرئيس إيمانويل ماكرون أمام تناقضات بسبب قرار منعِ ارتداءِ العباءةِ الذي أعلنته فِرنسا قبل أيام، بدعوى أنه لباس “إسلامي” يرمز للتطرف، ويشكل خطرا على الجمهورية.
وقد تفاعل المواطنون الفرنسيون مع ما فعلته ملكة بريطانيا، حيث قال أحدهم:” لا أدري ماذا أقول.. نظريا العباءة ممنوعة في فرنسا.. لكن لو تمعنا في الصورة فلن نجد فرقا يُذْكَرُ بين ما ارتدته الملكة وما تم حظره.. ربما الفرق الوحيد للأسف هو اسم وشكل من يرتديه لا غير”.
وقالت إحدى المُوَاطِنَاتِ الفِرَنْسِيَّات ” لقد وضعت الملكة كاميلا السلطات الفرنسية في وضع محرج.. فهل سيتهمونها بالإسلام والتطرف؟! .. بريطانيا بلد منفتح على الثقافات، أعتقد أنها قصدت تمرير رسالةٍ من خلال ارتدائها لذلك اللباس”.
هذا، وقد أثارت هذه الازدواجيةُ الفرنسيةُ في التعامل مع عباءة الملكة كاميلا وعباءة المُسْلِمَات الفرنسيات سُخْطًا واسعا وسط شريحة كبيرة من المواطنين الفرنسيين، بل وامتد هذا السُّخْطُ على هذه الحرب العبثية على لباس مُسلِمات فِرنسا إلى أروقة الأمم المتحدة، حيث أعرب غوتيريش عن إدانته لبلدان (يقصد فرنسا) يُعاقبن النساء لا لشيء إلا لأنهن يرتدين الكثير من الثياب!!!