العبادي: اقتحام ميادين العلوم مفتاح المسلمين للخروج من حالة الانفصال عن العصر
هوية بريس – و م ع
أكد أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء مساء أمس بكلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك بالدار البيضاء أن اقتحام ميادين العلوم هو مفتاح المسلمين للخروج من حالة الانفصال عن العصر.
وركز في الدرس الافتتاحي للموسم الجامعي 2016/ 2017 للكلية التابعة لجامعة الحسن الثاني تحت عنوان ” الاسلام والمسلمون في عالم متغير ومعولم ” على الاشكالية المركبة المتعلقة بانفصال الانسان في هذا العصر عن سواء بالنسبة لتواجده على الكوكب أو بداخل أقفاص المدن.
واعتبر في هذا الدرس الذي حضره رئيس جامعة الحسن الثاني واساتذة باحثون ومختصون ومهتمون وطلبة ان حياة الانسان اليوم في هذه المدن المثقلة بتأثيرات الإعلام الذي له خرائطه ومراميه وتأثيرات نمط الاستهلاك جعلته يعيش في حالة انحباس يواكبه غرور الادعاء بالسيطرة على الكون و الدخول في خصومة مع الذات، فيما الانسان ، برأيه، يدرج نحو هدف متحكم فيه.
الفصام بين الماضي والحاضر
وقال العبادي ان المسلمين، وحتى في ظل الكتابات والتصورات التي يكونها عنهم الغرب، يشكلون جزء من هذا الواقع المتسم بالفصام بين الماضي والحاضر ومطالبون اليوم بحل هذا الإشكال عبر الرجوع الى الأصل بدل البقاء ضائعين في هذا الإشكال.
وأبرز في هذا الصدد أن إمكانية حل هذا الإشكال تكمن في التجمع البشري للمسلمين الذي هو أول تجمع يحمل اسم (أمة) يقوم على أساس الدين، بمعنى أن هناك مسارا موحدا متفقا عليه، متسائلا في ذات الوقت عما يكون مشروع المسلمين اليوم ؟
وذكر العبادي – الذي هو أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش وأستاذ باحث ومحاضر في عدد من الجامعات الأوربية والأمريكية وحاصل على دكتوراه في الدراسات الاسلامية سنة 2002 ، بالشروخ التي تعطل المشروع الاسلامي والتي بدأت، على حد تعبيره، منذ العصر الأول حيث اتخذت طبيعة قبلية.
اختطاف المفاهيم الإسلامية
واعتبر المحاضر أن هذه الشروخ جعلت البعض يفكر في الخلافة دون التفكير في مقوماتها ومقاييسها وكذلك التفكير في حلم الوحدة الذي يفتقد للمضمون ولا يستحضر مفهوم الأمة مذكرا بعملية اختطاف المفاهيم الاسلامية من قبل حركات التطرف الديني وضرورة التصرف إزاءها ب “ذكاء” لاستقطاب شباب يشعر باليتم حيال وسط منفصم.
وشدد المحاضر على على أن التحدي الكبير اليوم أمام الأمة هو تحدي معرفي يقتضي ضرورة استقراء تاريخ العلوم الإنسانية في العالم الإسلامي معترفا بأنه استقراء صعب على اعتبار أن هناك 15 علما مستقلا متضمنا في أربعمائة كتاب -على الأقل- في كل علم من هذه العلوم مما يتطلب، برأيه، سنوات طويلة من الجد والكدح العلمي.
واقترح العبادي في هذا المضمار تحطيم عامل الزمن عن طريق التجزيئ وتوزيع السنوات الطويلة من الاستقراء على العلماء المفترضين في العالم الاسلامي والذي يعدون، حسبه بمئات الآلاف، عبر النزول من العموميات والإطلاق مع توظيف التكنولوجيات الحديثة.
واقترح المحاضر في هذا المجال الاشتغال على شبكة تصورات من أربعة محاور تتمثل في: أولا، العقائد والتمثلات، ثانيا، القيم، ثالثا، التشريعات ورابعا السلوكات.
إذن عليه أن يبدأ بنفسه أولا، فما أحوجه إلى الخروج من حالة التقوقع التي ارتضاها لنفسه.