العثماني: المدن الوسيطة والصاعدة تشكل أساس كل دينامية تنموية
هوية بريس – و م ع
أكد رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، مساء أمس الخميس بشفشاون، أن المدن الوسيطة والصاعدة تشكل أساس كل دينامية تنموية.
وقال سعد الدين العثماني، في كلمة خلال افتتاح أشغال المنتدى العالمي الأول للمدن الوسيطة، إن “المدن الصاعدة والوسيطة تشكل أساس كل دينامية تنموية مفيدة للإنسان حالا ومستقبلا”، مشددا على أنه “إذا كانت هذه المدن لا تملك الوسائل الموجودة لدى المدن الكبرى، فيستلزم أن نمكنها من الأدوات الكفيلة برفع الحكامة الجيدة”.
وأوضح العثماني أن تمكين هذه المدن من الأدوات الضرورية سيجعلها “تستفيد لأقصى درجة من الإمكانات المتاحة لها، وسيساعدها على وضع خطط تنموية متكاملة لفائدة سكانها، بما في ذلك العناية بشبكة النقل والخدمات اللوجستيكية والاقتصاد المحلي والاجتماعي، إلى جانب تنمية قدرات مسؤوليها وسكانها، وتثمين عنصرها البشري، وإمكاناتها وثرواتها الطبيعية”.
وسجل أن “المدن تعيش، أحيانا، تحديات تزداد كبرا مع نموها، تحديات قد تكون مرتبطة بالأمن أو التماسك الاجتماعي، أو توفير الشغل للشباب والنساء، والمحافظة على أصالة المدن وثقافتها الخاصة، ولمستها الإنسانية والمعمارية المميزة حتى تبقى مدنا ذات روح”، معتبرا أنه يتعين أن يبقى “المواطن والإنسان، وسط كل هذه الاهتمامات، محور كل شيء، بشكل يضمن جودة حياته واستقراره النفسي والاجتماعي ويوفر له شروط العيش المشترك الكريم داخل المدن”.
وشدد على أن “المدن ستبقى هي الفضاءات التي تختزن الطاقات الكبرى للتنمية”، مشيرا إلى أن “مستوى التمدن في العالم يتزايد باضطراد، مما يطرح عددا من التحديات أمام المسؤولين والحكومات، المركزية والمحلية، وعلى الجماعات الترابية والسلطات المحلية”.
وبعد أن أشار إلى أن المدن المتوسطة والصاعدة تشكل اليوم ثلث منظومة العالم الحضري بالعالم، أبرز السيد سعد الدين العثماني أن هذا المعدل سيزداد مع مرور الوقت لتشكل في أفق عام 2030 حوالي 50 بالمائة من العالم الحضري، ما يعني أن دور المدن المتوسطة والصاعدة سيزداد مستقبلا أيضا في خدمة الإنسان وإيوائه.
واعتبر أن انشغال منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بالبعد التنموي المستدام وتجويد حكامة تدبير المدن “مهم جدا ويستحق التنويه”، مبرزا أن من شأنه فتح آفاق “التفكير لوضع آليات عملية عالمية للإسهام في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، التي تشكل اليوم انشغال جميع مدن العالم”.
وذكر بأن المنتدى، الذي تشارك فيه وفود من 45 بلدا، سيكون مناسبة لتقاسم التجارب والخبرات من أجل مستقبل أفضل للشعوب والمجتمعات، فالمغرب مستعد لتقاسم تجاربه مع أصدقائه وشركائه عبر العالم، كما أنه مستعد للاستفادة من تجارب الآخرين، مضيفا أن “الأمر يتعلق بفرصة من أجل انخراط دولي لرسم مستقبل حضري مستدام، خصوصا لفائدة المدن المتوسطة والصاعدة”.
ويهدف هذا المنتدى العالمي، المنظم من طرف الجماعة الحضرية لشفشاون ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة بشراكة مع المديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية وولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، وبتعاون مع عمالة إقليم شفشاون ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة والجمعية المغربية من أجل مدن إيكولوجية وعدة مؤسسات وطنية ودولية أخرى، إلى رسم رؤية مغايرة وإعطاء دينامية جديدة لدول العالم، في إطار الأجندة العالمية للاستدامة للأمم المتحدة: أجندة 2030 (أهداف التنمية المستدامة)، وأجندة التغيرات المناخية، وأجندة مواجهة الكوارث، والأجندة الحضرية الجديدة، والتي تهدف جميعها إلى إحداث تغييرات مجتمعية ومستدامة.