العفن السنيمائي في فيلم “الإخوان”
هوية بريس – عادل خزرون
إن المشاهد الذي بثّت في العرض الترويجي لفيلم الإخوان، لاحظنا فيها جنوحا مكشوفا وتهكما واضحا في تناول القضايا الدينيّة في الأعمال السنيمائية، بصورة تهوّن من مكانة الدّين وأهمية الالتزام بشرائعه وشعائره في النّفوس المغاربة، ليس بانتقاد الدّين مباشرة، وإنّما بانتقاد المتديّنين حيث ثمة صورة نمطية سطحية مهينة وتشويهية لصورة المغربي المتدين “المتشدّد” على اعتبار أنّ كلّ متديّن هو بالضّرورة “متشدّد” ومتطرّف في الأعراف الفنية الجديدة، والتديّن يقود بالضّرورة إلى التطرّف والإرهاب!.. بكونه ذلك المتطرف والمتعطش للدماء والراغب في تفجير العالم كما أنه في أخرى هو ذلك المتسخ والجاهل والمتنطع والحاقد والجبان والمنافق …وما شئتم من النعوت والصفات والاستهزاء بمعتقدات وثوابت الشّعب المغربي المسلم بطريقة سوقية مبتذلة، أسقطت مزيدا من الأقنعة عن الزّمرة الفرانكفونية الحاقدة التي تتستّر بعباءة “المعارضة” الجذّابة، لتصل إلى مآربها في إسقاط هيبة الدّين من النّفوس وكسر الطّابوهات واحدا تلو الآخر، وقد أغراها بهذا تساهلُ الجهات المسؤولة في ردع المتطاولين على الدّين، وفي تطبيق القوانين التي تعاقب على المساس بمقدّسات الأمّة، في مقابل إشهار سيف الإرهاب والتشدّد في وجه كلّ يظهر غيرته لدينه ويبدي استنكاره للاستهزاء به وبشعائره وشرائعه.
هي مشاهد أقلّ ما يقال عنها : “سوقية” لا تحمل أيّ قيمة حضارية، يقوم فيها بعض من (المتردية والنطيحة وما استقذره السبع) المتطلّعين إلى الأضواء الباحثين عن الشّهرة بالسخرية والاستهزاء بالملتزمين، وذلك بالسخرية والتنقيص من أمور هي من شعائر الدّين، كالحجاب أو اللّحية، أو من أحكامه الواضحة، كتحريم التبرّج وسماع الغناء الهابط،..شباب غُرّر بهم وأريد لهم أن يفهموا أنّ الفنّ لا يعترف بالقيود، ،الذي كشف عن ضحالتهم الفكرية وجهلهم المطبق بالدين.
ربّما لا يكون مستغربا أن تنفث الزّمرة المستغربة سمومها وتتقيّأ أحقادها على الدّين، لكن أن يقع في مطبّ الاستهزاء بالدّين وأهله بعض الهواة من الشّباب الصّاعد في مجال التّمثيل، ممّن يرى بعضهم أنّ إضحاك المشاهد غاية لا تهمّ الوسيلة الموصلة إليها، فهذا مما ينبغي الوقوف عنده والتّحذير من التّمادي فيه، لأنّ الأمر يتعلّق بالدّين، والدّين خطّ أحمر وليس ساحة للخوض واللّهو واللّعب.
وعلى المسؤولين عن الثّقافة والإعلام في بلدنا أن يكونوا على يقين من أنّ المضيّ قدما في هذا النّهج سيزيد أسهم التشدّد والتطرّف، حينما يحسّ الشباب الملتزمون الذين يملكون عاطفة دينيّة بأنّ ثوابت دينهم أصبحت حقلا للسخرية والتندّر، والإساءة إلى الدّين وأهله.
إنّنا في أيام أحوج ما نكون إلى من يرقى بهموم المغاربة وطموحاتهم، ويدعوهم إلى التحلّي بمكارم الأخلاق لمواجهة الأزمات المتفاقمة في واقعنا، بدءا بالأزمة الأخلاقية ومرورا بالأزمة الاجتماعية و…إلخ، وينبغي على هؤلاء المرتزقة فنيا المرضى فكريا، أن يعلموا أنّ الدين هو أعزّ ما يملكه المغاربة من أن يكون محلا للسخرية ومضمارا للتنافس على الشّهرة..
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وارزق أهله من الثمرات، اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين. اللهم من أراد بنا شراً فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره.اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم احفظ لنا امننا وإيماننا واستقرارنا وصلاح ذات بيننا، اللهم آمين يا رب العالمين.