“خاوة، خاوة ” بهذا الشعار اختار جمهور كل من المغرب والجزائر تشجيع فريقيهما اللذان يشاركان في نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة حاليا في مصر، وهو شعار يختزل بين ثناياه الكثير من مشاعر الأخوة والتلاحم التي تجمع بين الشعبين الشقيقين على مر العصور، رغم الاختلافات السياسية القائمة بين البلدين بسبب الصراع المفتعل حول قضية الصحراء.
فهل تصلح كرة القدم ما أفسدته السياسة؟
يرى العديد من المتتبعين أن العلاقات المغربية الجزائرية عرفت انفراجاً نسبيا في الآونة الأخيرة، نتيجة قيام الجزائر بالتصويت لصالح الملف المغربي للترشح لاستضافة كأس العالم 2026 عكس بعض الدول العربية الأخرى التي اختارت التصويت لحساب الملف الثلاثي، بالإضافة إلى تشجيع العديد من الجماهير الجزائرية للمنتخب المغربي ومساندته أثناء مشاركته في كأس العالم الذي استضافته روسيا الصيف الماضي، وهو ما خلف نوعاً من الارتياح لدى مسئولي البلدين وشعبيهما.
ويأتي الدور اليوم على كان 2019 ليعزز من متانة وعمق الأواصر الأخوية التي تجمع بين الشعبين، ويؤكد من جديد أن كرة القدم تبقى أفيوناً للشعوب تختفي معها كافة المشاكل السياسية والاختلافات الإيديولوجية.
فالحدود التي كانت في السابق محط خلاف عميقٍ بين الجانبين؛ لا تعدو أن تكون اليوم سوى علامات جغرافية غير قادرة على استيعاب الثورة التكنولوجية والمعرفية التي يشهدها العالم والتي كان بين نتائجها ظهور وسائل التواصل الاجتماعي كفضاء جديد للتواصل بين الشعوب.
ما من شك أن الفرصة اليوم مناسبة، أكثر من أي وقت مضى، أمام قادة البلدين لطي صفحة الماضي والسير قدما نحو تطوير العلاقات البينية بين البلدين على كافة الأصعدة بهدف تحقيق التكامل والاندماج الاقتصادي الشامل، وإعادة إحياء مشروع “اتحاد المغرب العربي” استجابة لهذه الرغبة الشعبية الجامحة، ومسايرة أيضا للتطورات الراهنة، بما يخدم مصلحة البلدين والمنطقة المغاربية .