العلامة عبد الله كنون رحمه الله في درس حسني بعنوان “العناية بالسنة النبوية”

من الموضوعات التي أثارت انتباهي في هذا الدرس الطيب هو ما ذكره العلامة عبد الله كنون حول سبب اهتمام المغاربة بصحيح مسلم ، فقد ذكر رحمه الله أن صحيح مسلم يتميز بحسن الصناعة الحديثية لأنه يجمع أحاديث الموضوع الواحد في باب واحد ، وهو الأمر الذي لا نجده في صحيح البخاري الذي يتعب المحدثين في البحث وربط الأحاديث التي ذكرها رحمه الله في أكثر من باب ولمراعاته لفقه الحديث نجده يذكر جزءا من الحديث في باب وجزءا ثانيا في باب آخر وهكذا يساير فقه الحديث حسب الأبواب التي بوبها في الصحيح .
فإذا كان صحيح البخاري يتعب المحدثين فما بالك بمن لا يعرف الحديث والمصطلح والفقه أن يتعمق فيه بالنقد ، ولعمري فإن كل الذين انتقدوه من غير المحدثين إنما حملهم على ذلك عجزهم المفرط في فهمه وحل رموزه المرتبطة بالسند والمتن وحسن الصناعة التي تبدأ بالباب مرورا بالتمهيد الذي غالبا ما يكون حديثا معلقا يفتتح به للوصول إلى عرض الحديث المرتبط بالباب ، وهو بذلك يخاطب أهل التخصص الذين يعرفون رجال الحديث المعلق والمرسل .
وللمغاربة تميز آخر يتعلق بارتباطهم بالفقه ، ويرغبون في ترك بصامتهم في فقه الحديث ، وهذا ظاهر في شرح مسلم للمازري والقاضي عياض والأبي وكلها كتب ألفت حول تفسير النووي لصحيح مسلم .علما بأن صحيح البخاري لم يكن غائبا عنهم فقد ألفوا في شرحه وبيانه ويكفي أن نذكر شرح ابن بطال وكتاب السنن الأبين لابن رشيد السبتي لنعرف أن هذا الصحيح حاضر في حلقات الدرس الحديثي دراسة وشرحا واختصارا.