العلامة محمد الفاسي “يَرُد” على لقاء “كِتابة الدَّارِجَة” بأكاديمية المملكة

العلامة محمد الفاسي “يَرُد” على لقاء “كِتابة الدَّارِجَة” بأكاديمية المملكة
هوية بريس-عبد الصمد ايشن
قال الكاتب والناقد الأكاديمي المغربي سعيد يقطين في مقال منشور له بعنوان “لمن تكتبون الدارجة؟”: “لا أخفي شدة اندهاشي وتعجبي عندما قرأت عن تنظيم أكاديمية المملكة المغربية، لقاء حول موضوع «كتابة الدارجة». يكمن مصدر الانزعاج في أن موضوعا كهذا يهم جمعية ثقافية تضم زجالين يريدون تجاوز اختلافهم في كتابة قصائدهم، لأن الأكاديمية تتفرغ لموضوعات أهم وأعمق، تهم كبريات المشاكل والقضايا التي يتخبط فيها المغرب منذ الاستقلال ولم تحل إلى اليوم، وعلى رأسها قضية التعليم. ومن عجب أن نجد المسؤولين عنه في التعليم العالي يفكرون في إلغاء حتى «كتابة» بحوث الإجازة والماستر بكل اللغات التي يدرسها الطلبة منذ الاستقلال إلى الآن”. متسائلا “فماذا سنكتب بالدراجة؟ ولمن؟”.
وتابع يقطين تعليقا على اللقاء الدراسي الأخير بأكاديمية المملكة بالرباط، حول كتابة الدارجة، مسجلا: “أصحابنا لم تكفهم فيلة واحدة (مشكلة التعليم) ففكروا في فيلة أخرى. فإلى متى ستظل قضية التعليم تعرف المزيد من المشاكل التي يبدو أنها تستفحل، كلما جاءت وزارة جديدة بمقترحات لا علاقة لها بسابقاتها. لماذا يفكرون في كتابة الدارجة؟ أليس ثمة مشاكل وقضايا تهم المغاربة أكثر من هذه اللاقضية؟ إن الذين خرجوا في الربيع العربي كانوا يطالبون بالحرية والديمقراطية، إسوة بما وقع في أقطار عربية أخرى”.
وخاطب الكاتب المغربي المنظمين للقاء الدراسي بأكاديمية المملكة “لو عاد منظمو لقاء «كتابة الدارجة» إلى المقدمة التي كتبها العلامة محمد الفاسي حول «كتابة الملحون»، في الجزء الأول من المعلمة، وهي من منشورات أكاديمية المملكة المغربية لوفروا على أنفسهم العناء والكلفة. ولو اطلعوا على التقديم العميق الموقع باسم الأكاديمية حول العمل الذي ينبغي القيام به لتدوين التراث الشفاهي المغربي، وسطروا برنامجا للاشتغال في ضوئه لقدموا خدمة جليلة للتراث الشفاهي المغربي (العربي والأمازيغي) المهدد بالزوال، ولكانوا بذلك في مستوى ما يتطلع إليه المغرب، ليس فقط في بنياته التحتية، ولكن الفوقية أيضا”.
وتساءل يقطين ضمن مقاله “فما هو مبرر كتابة الدارجة، وثمة لغة كتابية يستعملها المغاربة منذ قرون؟ ماذا سنكتب بهذه الدارجة؟ ولمن؟ إن الدارجة المغربية عربية الأصول والجذور، وكل من يقول عكس ذلك بدعوى أن التعريب وليد الحركة الوطنية، وأنه حديث، يجانب الصواب. كما أن ادعاء كون المشارقة لا يعرفون الدارجة المغربية، لا علاقة له بدعوى «أمازيغيتها» “.



