العلمانية السفلية
هوية بريس – د.محمد عوام
يفرق الباحثون بين العلمانيات المتواجدة، وذلك بحسب البيئة التي ترعرعت فيها، ونشأت في أحضانها، غير أن جميعها يتفق على إقصاء الدين ومحاربته من أن يكون له أي دور أو تأثير في حياة الناس.
وبالرغم من تاريخ المسيحية الأسود في أوروبا وفقدانها الاعتدال والتوسط في الحياة، والجمع بين الجانب المادي والروحي، لم تصل أروبا من ذي قبل إلى هذا الخزي في العلاقات الجنسية التي أصبحت مباحة ومنشورة، حتى رأى الناس في الشوارع والحدائق ما تستحيي من فعله بعض الحيوانات. ويكفي أن تطلعوا على الإحصائيات المتعلقة بأبناء الزنا في أوروبا وأعلى نسبة فيها في فرنسا 63 بالمائة.
ونحن في المغرب نبتت عندنا نابتة خبيثة من العلمانيين، لا تتطلع إلى الأعلى، ولا تنظر إلى الأفق، وإنما تركز نظرها فقط على الأسفل، وتعمل ما في وسعها على تحرير هذا الأسفل من كل القيم الشرعية والأخلاقية، والضوابط الدينية والعرفية، فهذا هو تخصص العلمانية السفلية، فتفكيرها جنساني، وأكلها وشربها جنساني، وثقافتها جنسانية، وهكذا هي تدور في فلك الجنس، فكأن الإنسان ما خلق إلا من أجل الجنس وحده.
فهل سمعتم عن هذه النابتة العلمانية المتغربة الضالة تنافح عن حقوق المرأة بجدية، فهل نظموا في يوم من الأيام وقفات احتجاجية أمام المعامل والضيعات الفلاحية التي تشغل مئات النساء، بلا حقوق وبثمن بخس، يستغلونهن استغلالا فاحشا. وهل سمعتم ان هذه الطائفة تناضل من أجل أن تعمل المرأة في الوظيفة العامة أقل من الرجل فيحتسب لها عمل المنزل وتمكن من تربية أبنائها، وتتمتع بعطل إضافية، وتتمتع أيضا بسنة كاملة عند الولادة، وتتقاضى أجرة كاملة، انظروا إلى شقاء المرأة الموظفة والعاملة، والواقع يخبركم باليقين.
وهل سمعتم أن هذه الطائفة تدافع عن إقامة عدالة اجتماعية حقيقية وتحقيق كرامة فعلية وحكم قائم فعلا على العدل والمساواة وأن يتمتع المواطن بثروات بلاده وووو. ثم لماذا لا تقف هذه النابتة العلمانية في وجه التحرش الجنسي في الشوارع وتطالب الدولة بإحداث جهاز أمني خاص لذلك، وقوانين صارمة؟ طبعا لن تطالب بهذا لأن مشروعهم قائم على تحرير الجنس، ونشره في صفوف الشباب خاصة، وعامة الناس، فهم خدام الغرب وإبليس معا.
نعم يهمهم إثارة البلبلة والتشغيب على الفصل490 من القانون الجنائي مطالبين بإلغاء عقوبة الإعدام، ولو قتل الجاني قبيلة أو أسرة كاملة كما حدث البارحة في مدينة سلا قتلت أسرة بكاملها حتى الرضيع بأي ذنب قتل، ومع ذلك تجد هذه الطائفة الضالة تدافع عن المجرمين بلا حياء ولا خجل، لأن أسيادها في الغرب يمدونها بالمال والبرامج والمشاريع التخريبية.
وصفوة القول أن العلمانية السفلية، لا يرجى منها خير، وأنها تحارب الدين والأخلاق والقيم في المجتمعات المسلمة، وأنها عون للصليبية الحاقدة والصهيونية الخبيثة، وعون أيضا للشيطان وحزبه، والحكام الفجرة الذين يتمعشون في بلاد المسلمين من نشر الخراب والدمار والثقافة الجنسية لإلهاء الأمة، وبخاصة الشباب منها، عن المطالبة بحقوقها وبكرامتها وبخيرات بلادها.
فهؤلاء العلمانيون السفليون والمتسفلون دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم قذفوه فيها، إلا أن يتوب إلى الله تعالى، والعاقبة للمتقين.