العلمانيون لا يريدون “قيما” وإنما “خرابا” وأهواء مرسلة من كل القيود
هوية بريس – متابعات
تحت عنوان “رد علمي على رأي علماني”، كتب د.محمد عوام “قبل أيام كنت أسمع لأحد العلمانيين اللادينيين، وهو يتحدث عن القيم، وادعى أن القيم كونية لا علاقة لها بالشريعة، وأن الإسلام فيه قيم إيجابية وأخرى سلبية، ولم يفصح عن هذه القيم السلبية في الإسلام، حتى يعلمها الناس، لأنهم أول مرة يسمعون مثل هذا الهراء عن الإسلام دين الله تعالى الذي ارتضاه لعباده”.
وأضاف الباحث في أصول الفقه ومقاصد الشريعة “الذي يجهله العلمانيون، ولا يريدونه، نظرا لموقفهم الإلحادي من الإسلام، أن الحديث عن القيم لا يمكن أن يكون مفصولا عن العقيدة والشريعة، وبيان ذلك أن العقيدة هي المؤطر للقيم، وهي خلفيتها التصورية، التي تثبتها في النفوس، فتجعلها راسخة ومتينة.
كما أن الشريعة هي التي تحمي القيم من الاندثار ومن التلاشي ومن تمييعها من قبل الاستبداد والفساد. فأي قيمة تصبح للقيم إذا غابت الحماية التشريعية لها؟!!
ولهذا فالنظرة الإلحادية والعلمانية لا تلتفت للقيم في ارتباطها بالعقيدة والشريعة، فيريدونها قيما مجردة ومجزءة، هذه النظرة التجريدية والتجزيئية هي التي جنت على القيم، ولم تعد لها أي فاعلية، وخير دليل هو الغرب نفسه، الذي يتبجح بالقيم الكونية، غير أن نظرته المادية لها جعلتها مجرد شعار ادعائي، يرفعونه لتخدير الشعوب، وقد كشفت غزة عن القيم الغربية المتصهينة.
ولنضرب مثالا لذلك، قيمة العدل، فهي مستمدة عقديا من اسم الله تعالى العدل، فله تجليات على الكون برمته، ثم المسلم يتخلق بهذا الاسم في حياته وواقعه، ويقتبس من نوره، في التعامل مع كل الكائنات في الوجود بالعدل، والآيات في ذلك كثيرة، ثم تأتي الشريعة أو الجانب التشريعي لحماية هذا العدل بوضع عقوبات لكل ما هو ظلم.
ولهذا فالعلمانيون اللادينيون يبغون قيما مفصولة عن الإسلام، والحق أنهم لا يريدون قيما، وإنما أهواء مرسلة من كل القيود، وذاك هو الخراب بعينه”.
وختم عوام تعليقه بقوله “هذا ردي ولو أنه بعجالة، لكن تفاصيله موجودة عند العلماء في التفاسير وشراح السنة وعلماء التزكية والأخلاق والعقيدة، وغيرها، ولو اطلع ذاك العلماني اللاديني قبل أن يتكلم لعلم أن ما سيبوح به مجرد هراء لا معنى له”اهـ.